في الدنيا والآخرة















في الدنيا والآخرة



1/9568- قال علي عليه‏السلام: الدنيا والآخرة عدوان متعاديان، وسبيلان مختلفان، من أحب الدنيا ووالاها أبغض الآخرة وعاداها، مثلهما مثل المشرق والمغرب، والماشي بينهما لا يزداد من أحدهما قرباً إلّا ازداد من الآخرة بعداً.[1].

2/9569- قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: أيها الناس إن الدنيا دار ممر والآخرة دار مستقر، فخذوا من ممرکم لمستقرکم، وأخرجوا من الدنيا قلوبکم قبل أن تخرج منها أبدانکم، فللآخرة خلقتم وفي الدنيا حبستم، وإن المرء إذا مات قالت الملائکة: ما قدم، وقالت الناس: ما خلف، فلله إيابکم قدموا کيلا يکون لکم ولا تقدموا کيلا يکون عليکم، فانما مثل الدنيا کمثل السم يأکله من لا يعرفه.[2].

3/9570- قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: أشقي الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا

[صفحه 76]

وعذاب الآخرة.[3].

4/9571- قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: إن اللَّه تعالي يبتلي عباده عند طول السيئات بنقص الثمرات وحبس البرکات وإغلاق خزائن الخيرات، ليتوب تائب ويقلع مقلع، ويتذکر متذکر وينزجر منزجر، وقد جعل الاستغفار سبباً له وتکثرة للرزق ورحمة للخلق، فقال سبحانه: «فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ إِنَّهُ کَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْکُمْ مِدْرَاراً وَيُمْدِدْکُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَکُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَکُمْ أَنْهَاراً»[4] فرحم اللَّه من قدم توبته وأخّر شهوته واستقال عثرته، فإن أمله خادع له وأجله مستور عنه، والشيطان مؤکل به يمنيه التوبة ليسوّفها ويزين له المعصية ليرتکبها حتي تأتي عليه منيته وهو أغفل ما يکون عنها، فيا لها حسرة علي ذي غفلة أن يکون عمره حسرة عليه، وأن تؤديه أيامه إلي شقوة، فنسأل اللَّه تعالي أن يجعلنا وإياکم ممن لا تبطره نعمة ولا تقتصر به عن طاعة ربه غاية ولا يجعل (تحل) به بعد الموت ندامة ولا کآبة.[5].

5/9572- علي بن إبراهيم القمي، حدثني أبي، عن ابن‏أبي‏عمير، عن منصور بن يونس، عن أبي‏حمزة، عن الأصبغ بن نباتة، عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام قال: سمعته يقول: إني اُحدثکم بحديث ينبغي لکل مسلم أن يعيه، ثم أقبل علينا فقال: ما عاقب اللَّه عبداً مؤمناً في هذه الدنيا إلّا کان اللَّه أحلم وأمجد وأجود من أن يعود في عقابه يوم القيامة، وما ستر اللَّه علي عبدمؤمن في هذه الدنيا وعفا عنه إلّا کان اللَّه أمجد وأجود وأکرم من أن يعود في عقوبته يوم القيامة، ثم قال عليه‏السلام: وقد يبتلي اللَّه المؤمن بالبلية في بدنه أو ماله أو ولده أو أهله، ثم تلا هذه الآية: «وَمَا أَصَابَکُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا

[صفحه 77]

کَسَبَتْ أَيْدِيکُمْ وَيَعْفُو عَنْ کَثِيرٍ».[6] [7].

6/9573- الحاکم النيسابوري، حدثني أبوبکر إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الفقيه بالري، حدثنا محمد بن الفرج، ثنا حجاج بن محمد، ثنا يونس بن أبي‏إسحاق، ثنا أبوإسحاق، عن أبي‏جحيفة، عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه وسلم: من أصاب ذنباً في الدنيا فعوقب به، فاللَّه أعدل من أن يثني عقوبته علي عبده، ومن أذنب ذنباً فستر اللَّه عليه وعفا عنه، فاللَّه أکرم من أن يعود في شي‏ء عفا عنه.[8].

7/9574- قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: إن الدنيا والآخرة عدوان متفاوتان، وسبيلان مختلفان، فمن أحب الدنيا وتولاها أبغض الآخرة وعاداها، وهما بمنزلة المشرق والمغرب وماش بينهما، کلما قرب من واحد بعد من الآخر، وهما بعد ضرتان.[9].

8/9575- قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: إن المال والبنين حرث الدنيا، والعمل الصالح حرث الآخرة، وقد يجمعهما اللَّه لأقوام.[10].

9/9576- عن علي [عليه‏السلام]: من وسع عليه في دنياه ولم يعلم أنه مکربة فهو مخدوع.[11].

10/9577- عن علي [عليه‏السلام]: الدنيا والآخرة کالمشرق والمغرب، إذا قربت من أحدهما بعدت من الآخر.[12].

[صفحه 78]


صفحه 76، 77، 78.








  1. تحف العقول: 147، البحار 51:78.
  2. إرشاد القلوب باب الزهد في الدنيا: 19، البحار 67:78، نهج البلاغة خطبة: 203.
  3. إرشاد القلوب باب الزهد في الدنيا: 19، البحار 20:103، کنز الکراجکي: 289.
  4. نوح: 11.
  5. إرشاد القلوب باب التخويف والترهيب: 32، البحار 336:91.
  6. الشوري: 30.
  7. تفسير القمي 276:2، تفسير البرهان 128:4، البحار 179:81، تحف العقول: 148.
  8. مستدرک الحاکم النيسابوري 445:2، سنن البيهقي 328:8.
  9. نهج البلاغة قصار الحکم: 103، مستدرک الوسائل 37:12 ح13451، البحار 129:73.
  10. نهج البلاغة خطبة: 23، البحار 56:78، تفسير نور الثقلين 263:3، تحف العقول: 151.
  11. ربيع الأبرار 45:1.
  12. ربيع الأبرار 45:1.