في الصمت والاعتزال
2/11185- محمد بن علي، عمن ذکره، عن أبيحمزة، عن أبيجعفر عليهالسلام قال: کان أميرالمؤمنين عليهالسلام يقول: يأتي علي الناس زمان فيه أحسنهم حالاً من کان جالساً في بيته.[2]. 3/11186- الشيخ المفيد، عن أحمد بن محمد، عن أبيه محمد بن الحسن، عن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن أبينجران، عن الحسن ابنبحر، عن فرات بن أحنف، عن رجل من أصحاب أميرالمؤمنين علي بن أبي [صفحه 293] طالب عليهالسلام قال: سمعت يقول: تبذل ولا تشهر، واخف شخصک لئلا تذکر، وتعلم واکتم، واصمت تسلم، وأومي بيده إلي صدره تسر الأبرار، وتغيظ الفجار وأومي بيده إلي العامة.[3]. 4/11187- عن أميرالمؤمنين عليهالسلام أنه قال في حديث: وطلبت الراحة، فما وجدت إلّا بترک مخالطة الناس إلّا لقوام عيش الدنيا، أترکوا الدنيا ومخالطة الناس تستريحوا في الدارين، وتأمنوا من العذاب.[4]. 5/11188- عن أميرالمؤمنين عليهالسلام أنه قال: من اعتزل سلم، من اختبر اعتزل، وقال: من اعتزل حسنت زهادته، وقال: من اعتزل سلم ورعه، وقال: من خالط الناس نال مکرهم، وقال: من اعتزل الناس سلم من شرهم، وقال: من أنفرد عن الناس صان دينه، وقال: السلام في التفرد، والراحة في التزهد، وقال: الانفراد راحة المتعبدين، وقال: العزلة حصن التقوي، وقال: العزلة أفضل شيم الأکياس، وقال: سلامة الدين في اعتزال الناس، وقال: الانفراد لعبادة اللَّه کنوز الأرباح، في اعتزال أبناء الدنيا جماع الصلاح وقال: من انفرد کفي الاخوان وقال: من انفرد عن الناس أنس باللَّه سبحانه، وقال: ملازمة الخلوة دأب الصلحاء.[5]. 6/11189- عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنه قال: لا خير في الصمت عن الحکم، کما أنه لا خير في القول بالجهل.[6]. 7/11190- عن أميرالمؤمنين عليهالسلام قال: بکثرة الصمت تکون الهيبة.[7]. 8/11191- السيد علي بن طاوس، عن الکليني في کتاب (الرسائل)، باسناده [صفحه 294] إلي جعفر بن عنبسة، عن عباد بن زياد الأسدي، عن عمرو بن أبيالمقدام، عن أبيجعفر عليهالسلام، عن أميرالمؤمنين عليهالسلام أنه قال: لولده الحسن عليهالسلام في وصيته اليه: فان العالم من عرف أن ما يعلم فيما لا يعلم قليل فعد نفسه بذلک جاهلاً وازداد بما عرف من ذلک في طلب العلم اجتهاداً، فما يزال للعلم طالباً وراغباً وله مستفيداً ولأهله خاشعاً ولرأيه منهما، وللصمت لازماً، إلي أن قال: وفي الصمت السلامة من الندامة، وتلافيک ما فرط من صمتک أيسر من إدراک فائدة ما فات من منطقک، واحفظ ما في الوعاء بشد الوکاء.[8]. 9/11192- الحسن بن أبيالحسن الديلمي عن أميرالمؤمنين عليهالسلام عن رسولاللَّه صلي الله عليه و آله أنه قال: قال اللَّه تعالي في ليلة المعراج: ياأحمد، ليس شيء من العبادة أحب إلي من الصمت والصوم، فمن صام ولم يحفظ لسانه کان کمن قام ولم يقرأ في صلاته، فأعطيه أجر القيام ولم أعطه أجر العابدين، ياأحمد، هل تدري متي يکون العبد عابداً؟ قال: لا يارب، قال: إذا اجتمع فيه سبع خصال: ورع يحجزه عن المحارم، وصمت يکفيه عما لا يعنيه، وخوف يزداد في کل من بکائه، وحياء يستحي مني في الخلاء، وأکل ما لابدّ منه، ويبغض الدنيا لبغضي لها، ويحب الأخيار لحبي إياهم، ياأحمد، ليس کل من قال أحب اللَّه أحبني حتي يأخذ قوتاً ويلبس دوناً وينام سجوداً ويطيل قياماً ويلزم صمتاً، الخبر.[9]. 10/11193- الشيخ المفيد، قال: حدثني أبوحفص عمر بن محمد بن علي الصيرفي، قال: حدثنا أبوعلي محمد بن همام الاسکافي، قال: حدثنا جعفر بن محمد ابنمالک، قال: حدثنا أحمد بن سلامة الغنوي، قال: حدثنا محمد بن الحسن [صفحه 295] العامري، قال: حدثنا أبومعمر، عن أبيبکر بن أبيعياش، عن الفجيع العقيلي، قال: حدثني الحسن بن علي عليهالسلام أنه قال: قال له أبوه عليهالسلام عند وفاته: الزم الصمت تسلم.[10]. 11/11194- (الجعفريات)، باسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي ابنالحسين، عن أبيه، عن علي بن أبيطالب عليهالسلام قال: والسکوت کالذهب والکلام کالفضة.[11]. 12/11195- عن أميرالمؤمنين عليهالسلام قال: کان لي فيما مضي أخ في اللَّه، وکان يعظمه في عيني صغر الدنيا في عينه، إلي أن قال: وکان أکثر دهره صامتاً، إلي أن قال: وإذا غلب علي الکلام لم يغلب علي السکوت وکان علي أن يسمع أحرص منه علي أن يتکلم، إلي أن قال: فعليکم بهذه الأخلاق فالزموها.[12]. 13/11196- قال: الصادق عليهالسلام، قال أميرالمؤمنين عليهالسلام: المرء مخبوء تحت لسان فزن کلامک واعرضه علي العقل فان کان للَّه وفي الکلام فتکلم به، وان کان غير ذلک فالسکوت أولي.[13]. 14/11197- (الجعفريات)، أخبرنا عبداللَّه، أخبرنا محمد، حدثني موسي، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي عليهالسلام قال: قال رسولاللَّه صلي الله عليه و آله: يعذب اللسان بعذاب لا يعذب به شيء من الجوارح، فيقول: أي ربّ عذبتني بعذاب لم تعذب به شيئاً من الجوارح؟ [صفحه 296] قال: فيقال له: خرجت منک کلمة بلغت مشارق الأرض ومغاربها، فسفک بها الدم الحرام، وأخذ به المال الحرام، وانتهک بها الفرج الحرام، فوعزتي لأعذّبنک بعذاب لا اُعذّب به شيئاً من جوارحک.[14]. 15/11198- (الجعفريات)، أخبرنا عبداللَّه، أخبرنا محمد، حدثني موسي، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي عليهالسلام قال: قال رسولاللَّه صلي الله عليه و آله: من أسبغ وضوئه، وأحسن صلاته، وأدي زکاة ماله، وکف غضبه، وسجن لسانه، وبذل معروفه، واستغفر لذنبه، وأدي النصيحة لأهل بيتي، فقد استکمل حقائق الايمان، وأبواب الجنة له مفتحة.[15]. 16/11199- عن علي عليهالسلام أنه قال: من حفظ لسانه ستر اللَّه عورته.[16]. 17/11200- عن أبيعبداللَّه عليهالسلام، عن أميرالمؤمنين عليهالسلام قال: قال رسولاللَّه صلي الله عليه و آله: إن کان في شيء شؤم ففي اللسان.[17]. 18/11201- الصدوق، باسناده عن الباقر، عن آبائه عليهمالسلام، عن أميرالمؤمنين عليهالسلام قال: لا حافظ أحفظ من الصمت.[18]. 19/11202- الصدوق، باسناده عن موسي بن جعفر، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهالسلام: أخزن لسانک، وعدّ کلامک يقل کلامک إلّا بخير.[19]. 20/11203- الشيخ الطوسي، باسناده عن أبيحمزة السعدي، عن أبيه، قال: [صفحه 297] أوصي أميرالمؤمنين عليهالسلام إلي ابنه الحسن عليهالسلام: فقال فيما أوصي يابني إنه لابدّ للعاقل أن ينظر في شأنه، فليحفظ لسانه، وليعرف أهل زمانه.[20]. 21/11204- الصدوق، باسناده عن أميرالمؤمنين عليهالسلام قال: لا تقطعوا نهارکم بکذا وکذا، وفعلنا کذا وکذا، فإن معکم حفظة يحفظون علينا وعليکم، وقال عليهالسلام: کفوا ألسنتکم وسلموا تسليماً تغنموا.[21]. 22/11205- قال أميرالمؤمنين عليهالسلام: ضرب اللسان أشد من ضرب السنان.[22]. 23/11206- قال أميرالمؤمنين عليهالسلام: لابنه محمد بن الحنفية: لا تقل ما لا تعلم، بل لا تقل کل ما تعلم.[23]. 24/11207- الشيخ الطوسي، قال: أخبرنا جماعة، عن أبيالمفضل، قال: حدثني عبدالرزاق بن سليمان بن غالب الأزدي بأرتاح، قال: حدثنا الفضل بن المفضل بن قيس بن رمانة الأشعري، قال: حدثنا حماد بن عيسي الغريق، قال: حدثني عمر بن اُذينة، عن أبان بن أبيعياش، عن سليم بن قيس، عن علي بن أبيطالب عليهالسلام قال: قال رسولاللَّه صلي الله عليه و آله: من فقه الرجل قلّة کلامه فيما لا يعنيه.[24]. 25/11208- عن زيد بن علي، عن أبيه عليهالسلام قال: سئل أميرالمؤمنين عليهالسلام من أفصح الناس؟ قال: المجيب المسکت عند بديهة السؤال.[25]. 26/11209- قال أميرالمؤمنين عليهالسلام: هانت عليه نفسه من أمر عليها لسانه.[26]. 27/11210- قال أميرالمؤمنين عليهالسلام: من علم أن کلامه من عمله محل کلامه إلّا فيما [صفحه 298] يعنيه.[27]. 28/11211- قال أميرالمؤمنين عليهالسلام: إياکم وتهزيع الأخلاق وتصريفها، واجعلوا اللسان واحداً، وليخترن الرجل لسانه، فإن هذا اللسان جموح بصاحبه، واللَّه ما أري عبداً يتقي تقويً تنفعه حتي يختزن لسانه، وإن لسان المؤمن من وراء قلبه، وأن قلب المنافق من وراء لسانه؛ لأن المؤمن إذا أراد أن يتکلم بکلام تدبره في نفسه، فان کان خيراً أبداه، وان کان شراً واراه، وان المنافق يتکلم بما أتي علي لسانه لا يدري، ماذا له، وماذا عليه، ولقد قال رسولاللَّه صلي الله عليه و آله: لا يستقيم إيمان عبد حتي يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتي يستقيم لسانه، فمن استطاع منکم أن يلقي اللَّه تعالي وهو نقي الراحة من دماء المسلمين وأموالهم، سليم اللسان من أعراضهم، فليفعل.[28]. 29/11212- عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال: ألا إن هذا اللسان بضعة من الانسان، فلا يسعده القول إذا امتنع، ولا يهمله النطق إذا اتسع، وإنا لاُمراء الکلام، وفينا تنشبت عروقه، وعلينا تهدلت غصونه، واعلموا رحمکم اللَّه أنکم في زمان القائل فيه بالحق قليل، واللسان عن الصدق کليل، واللازم للحق ذليل، الخبر.[29]. 30/11213- قال أميرالمؤمنين عليهالسلام في وصيته لابنه الحسن عليهالسلام: تلافيک ما فرط من صمتک أيسر من إدراکک ما فات من منطقک، وحفظ ما في الوعاء بشدّ الوکاء.[30]. 31/11214- قال أمير المؤمنين عليهالسلام: إذا فاتک الأدب فالزم الصمت.[31]. [صفحه 299] 32/11215- قال أميرالمؤمنين عليهالسلام: کم نظرة جلبت حسرة، وکم من کلمة سلبت نعمة.[32]. 33/11216- قال أميرالمؤمنين عليهالسلام: المرء يعثر برجله فيبرء، ويعثر بلسانه فيقطع رأسه.[33]. 34/11217- قال أميرالمؤمنين عليهالسلام: احفظ لسانک فإن الکلمة أسيرة في وفاق الرجل، فان أطلقها صار أسيراً في وثاقها، عاقبة الکذب شر عاقبة.[34]. 35/11218- قال أمير المؤمنين عليهالسلام: الصمت نور إن اللَّه عزّوجلّ (جعل) صورة المرأة في وجهها، وصورة الرجل في منطقه.[35]. 36/11219- قال أميرالمؤمنين عليهالسلام: المرء مخبوء تحت لسانه، فزن کلامک، واعرضه علي العقل والمعرفة، فان کان للَّه وفي اللَّه فتکلم به، وان کان غير ذلک فالسکوت خير منه، وليس علي الجوارح أخف مؤنة وأفضل منزلة وأعظم قدراً عند اللَّه من الکلام في رضا اللَّه عزّوجلّ ولوجهه، ونشر آلائه ونعمائه في عباده، ألا تري أن اللَّه عزّوجلّ لم يجعل فيما بينه وبين رسله معني يکشف ما أسرّ اليهم من مکنونات علمه ومخزونات وحيه غير الکلام، وکذلک بين الرسل والاُمم، فثبت بهذا أنه أفضل الوسائل والکلف والعبادة، وکذلک لا معصية أثقل علي العبد وأسرع عقوبة عند اللَّه وأشدها ملامة وأعجلها سآمة عند الخلق منه، واللسان ترجمان الضمير وصاحب خبر القلب، وبه ينکشف ما في سر الباطن، وعليه يحاسب الخلق يوم القيامة، والکلام خمر يسکر القلوب والعقول ما کان منه لغير اللَّه عزّوجلّ، وليس شيء أحق بطول السجن من اللسان.[36]. [صفحه 300]
1/11184- عن علي بن أسباط، عن بعض رجاله، رفعه قال: قال أميرالمؤمنين عليهالسلام: يأتي علي الناس زمان تکون العافية عشرة أجزاء: تسعة منها في اعتزال الناس وواحدة في الصمت.[1].
صفحه 293، 294، 295، 296، 297، 298، 299، 300.