في الحياء















في الحياء



1/11161- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام أنه قال: من کساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه.[1].

2/11162- محمد بن علي بن الحسين، باسناده إلي أمير المؤمنين عليه‏السلام في وصيته لمحمد بن الحنفية، قال: ومن کساه الحياء ثوبه اختفي عن العيون عيبه.[2].

3/11163- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام قال: قرنت الهيبة بالخيبة، والحياء بالحرمان، والفرصة تمرّ مرّ السحاب، فانتهزوا فرص الخير.[3].

4/11164- محمد بن يعقوب، عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسي، عن عمرو بن اُذينة، عن أبان بن أبي‏عياش، عن سليم بن قيس، عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام قال: قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: إن اللَّه حرّم الجنة علي کل

[صفحه 282]

فحاش بذي‏ء، قليل الحياء، لا يبالي ما قال. ولا ما قيل له، فانک إن فتشته لم تجده إلّا لغية أو شرک شيطان، قيل: يارسول‏اللَّه وفي الناس شرک الشيطان؟ فقال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: أما تقرأ قول اللَّه عزّوجلّ: «وَشَارِکْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ»[4] الحديث.[5].

5/11165- من کلام لأمير المؤمنين عليه‏السلام: البذاء من ضيق التصرف، وفعل السوء من قلة الحياء.[6].

6/11166- الصدوق، حدثنا أبي‏رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبداللَّه، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي‏الخطاب، عن علي بن أسباط، قال: سمعت علي بن موسي ابن‏الرضا عليه‏السلام يحدث، عن آبائه، عن علي عليه‏السلام: أن رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله قال: لم يبق من أمثال الأنبياء إلّا قول الناس: إذا لم تستحي فاصنع (فافعل) ما شئت.[7].

تبيين: في هذا الخبر وجوه من التأويل ثلاثة: أحدها أن يکون معناه إذا علمت أن العمل للَّه وأنت لا تستحي من الناظرين اليک، ولا لتخوفهم أن ينسبوک فيه إلي الرياء صنعت ما شئت؛ لأن فکرک فيهم ومراقبتک لهم يقطعانک عن استيفاء شروط عملک ويمنعانک من القيام بحدود حقوقه، وإذا طرحت الفکر توفرت علي استيفاء عملک.

والوجه الثاني: إن من لم يستحي من المعاير والمخازي والفضائح صنع ما شاء، والظاهر ظاهر أمر، والمعني معني تغليظ وانکار مثل قوله تعالي: «اِعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ»[8] وقوله: «فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَکْفُرْ»[9] وهذا نهاية

[صفحه 283]

التغليظ والزجر والاخبار عن کبر الذنب واطراح الحياء، ويجري مجري قولهم: بعد أن فعل فلان کذا فليفعل ما يشاء، وبعد أن أقدم علي کذا فليقدم علي ما شاء، والمعني المبالغة في التعظيم لما ارتکبه وقبح من اقترفه.

والوجه الثالث: أن يکون معني الخبر: إذا لم تفعل ما تستحي منه فافعل ما شئت، فکأن المعني إذا لم تفعل قبيحاً فافعل ما شئت؛ لأنه لا ضرب من ضروب القبائح إلّا والحياء يصاحبه، ومن شأن فاعله إذا قُرِع به أن يستحي منه، فمتي جانب الانسان ما يستحي منه من أفعاله فقد جانب سائر القبائح وما عدا القبيح من الأفعال فهو حسن، ويجري هذا مجري خبر عن نبينا صلي الله عليه و آله فيما أظنه: إن رجلاً جاءه فاسترشده إلي خصلة يکون فيها جماع الخير، فقال صلي الله عليه و آله: اشترط عليک أن لا تکذبني ولن أسألک ما وراء ذلک، فهان علي الرجل ترک الکذب خاصة والمعاهدة علي اجتنابه دون سائر القبائح، وشرط علي نفسه ذلک، فلما انصرف جعل کل ما هم بقبيح يفکر ويقول: أرأيت لو سألني عنه النبي ما کانت قائلاً له لأنني إن صدقته افتضحت وإن کذبته نقضت العهد بيني وبينه، فکان ذلک سبباً لاجتنابه لسائر القبائح، وهکذا معني الخبر الذي تأولناه؛ لأن في اجتناب ما يستحي منه اجتناباً لسائر القبائح.

[صفحه 284]


صفحه 282، 283، 284.








  1. نهج البلاغة قصار الحکم: 223، وسائل الشيعة 517:8، الحبار 337:71.
  2. من لا يحضره الفقيه 391:4 ح5834، وسائل الشيعة 517:8.
  3. نهج البلاغة قصار الحکم: 21، البحار 337:71.
  4. الإسراء: 64.
  5. الکافي 323:2، تفسير العياشي 299:2، تفسير البرهان 427:2، تفسير الصافي 203:3، البحار 206:63.
  6. مجموعة ورام 15:1.
  7. عيون أخبار الرضا عليه‏السلام 56:2، أمالي الصدوق المجلس 412:77، البحار 333:71.
  8. فصلت: 40.
  9. کهف: 29.