في الرجاء والخوف















في الرجاء والخوف‏



1/10944- قال علي عليه‏السلام لرجل: کيف أنتم؟ فقال: نرجو ونخاف، فقال عليه‏السلام: من رجا شيئاً طلبه، ومن خاف شيئاً هرب منه، ما أدري ما خوف رجل عرضت له شهوة فلم يدعها لما خاف منه، وما أدري ما رجاء رجل نزل به بلاء فلم يصبر عليه لما يرجو.[1].

2/10945- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام أنه قال: يدعي بزعمه أنه يرجو اللَّه، کذب والعظيم! ما باله لا يتبين رجاؤه في عمله، فکل رجاء عرف رجاؤه في عمله، وکل رجاء إلّا رجاء اللَّه تعالي فانه مدخول، وکل خوف محقق، إلّا خوف اللَّه فانه معلول، يرجو اللَّه في الکبير، ويرجو العباد في الصغير، فيعطي العبد ما لا يعطي الربّ، فما بال اللَّه جلّ ثناؤه يُقصّر به عما يصنع لعباده؟ أتخاف أن تکون في رجائک له کاذباً؟ أو يکون لا تراه للرجاء موضعاً؟ وکذلک إن هو خاف عبداً من عبيده، أعطاه من خوفه ما لا يعطي ربه، فجعل خوفه من العباد نقداً، وخوفه من خالقه ضماراً

[صفحه 201]

ووعداً.[2].

3/10946- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام يقول: لابنه الحسن عليه‏السلام: يابني خف اللَّه خوفاً تري أنک لو أتيته بحسنات أهل الأرض لم يقبلها منک، وارج اللَّه رجاءً إنک لو أتيته بسيئات أهل الأرض غفرها لک.[3].

4/10947- الصدوق، حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور، قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن عمه عبداللَّه بن عامر، عن محمد بن أبي‏عمير، عن عبداللَّه بن القاسم، عن الصادق عليه‏السلام حدثني أبي‏عن جدي عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام قال: کن لما لا ترجو أرجي منک لما ترجو، فان موسي بن عمران عليه‏السلام خرج يقتبس لأهله ناراً، فکلمه اللَّه عزّوجلّ فرجع نبياً.[4].

5/10948- ومما يؤثر عن علي رضي الله عنه، لا تکن ممن يرجو الآخرة بغير عمل، ويؤخر التوبة لطول الأمل، ويحب الصالحين ولا يعمل بأعمالهم، البشاشة فخ المودة والصبر قبر العيوب، والغالب بالظلم مغلوب، العجب من يدعو ويستبطي‏ء الاجابة وقد سد طرقها بالمعاصي.[5].

[صفحه 202]


صفحه 201، 202.








  1. أمالي الطوسي المجلس 516:18 ح1129، البحار 394:74، وسائل الشيعة 552:8.
  2. نهج البلاغة خطبة: 160، البحار 358:70، وسائل الشيعة 71:11.
  3. مجموعة ورام 50:1، جامع الأخبار باب الخوف: 261 ح702.
  4. أمالي الصدوق المجلس 150:33، تفسير نور الثقلين 374:3، البحار 134:71، من لا يحضره الفقيه 399:4 ح5854، الکافي 83:5.
  5. السيرة الحلبية 301:1.