في عمل الخير والإسراع به















في عمل الخير والإسراع به‏



1/10890- قال له رجل: أوصني، فقال: عليه‏السلام: أوصيک أن لا يکونن لعمل الخير عندک غاية في الکثرة، ولا لعمل الاثم عندک غاية في القلّة.[1].

2/10891- (الجعفريات)، باسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي ابن‏الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي‏طالب عليه‏السلام في قوله تعالي: «وَلَا تَنْسَ نَصِيبَکَ مِنَ الدُّنْيَا»[2] قال: لا تنس صحتک وقوتک وفراغک وشبابک ونشاطک وغناک، أن تطلب به الآخرة.[3].

3/10892- عن علي بن الحسين؛ ومحمد بن علي عليهما السلام إنهما ذکرا وصية علي عليه‏السلام عند وفاته وهي طويلة وفيها: أُوصيکم بالعمل قبل أن يؤخذ منکم بالکظم،

[صفحه 184]

وباغتنام الصحة قبل السقم، وقبل أن تقول نفس «يَا حَسْرَتَا عَلي مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنِّي کُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ»[4] أو تقول: «لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَکُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ»[5] وأني ومن أين، وقد کنت للهوي متبعاً، فيکشف له عن بصره وتهتک له حجبه لقول اللَّه عزّوجلّ: «فَکَشَفْنَا عَنْکَ غِطَاءَکَ فَبَصَرُکَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ»[6] أني له بالبصر، ألا أبصر قبل هذا الوقت الضرر قبل أن تحجب التوبة بنزول الکربة، فتتمني النفس أن لو ردّت لتعمل بتقواها فلا ينفعها المني.[7].

4/10893- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام أنه قال: الفرص خلس، الفوت غصص، وقال: الفرصة غنم، وقال: الفرص تمر مر السحاب فانتهزوها إذا أمکنت في أبواب الخير إلّا عادت ندماً، وقال: الحزم تجرع الغصة حتي تمکن الفرصة، وقال: التؤدة ممدوحة في کل شي‏ء إلّا في أفعال البر، وقال: التثبت خير من العجلة إلّا من فرص البر، وقال: الفرصة سريعة الفوت وبطيئة العود، وقال: انتهزوا فرص الخير فانها تمر مرّ السحاب، وقال: أشدّ الغصص فوت الفرص، وقال: إذا أمکنت الفرصة فانتهزها، وقال: بادر الفرصة قبل أن تکون غصة، بادر البر فان أعمال البر فرصة، وقال: عافص الفرصة عند إمکانها فانک غير مدرکها عند فوتها، وقال: من قعد عن الفرصة أعجزه الفوت، وقال: من أخّر الفرصة عن وقتها فليکن علي ثقة من فوتها، وقال: من ناهز الفرصة أمن الغصة.[8].

5/10894- سئل أميرالمؤمنين عليه‏السلام عن الخير ما هو؟ فقال: ليس الخير أن يکثر مالک وولدک، ولکن الخير أن يکثر عملک، وأن يعظم حلمک، وإن تباهي الناس

[صفحه 185]

بعبادتک ربک، فإن أحسنت حمدت اللَّه، وإن أسأت استغفرت اللَّه، ولا خير في الدنيا إلّا لرجلين: رجل أذنب ذنوباً فهو يتدارکها بالتوبة، ورجل يسارع في الخيرات، لا يقل عمل مع التقوي، وکيف يقلّ ما يتقبّل.[9].

6/10895- (الجعفريات)، أخبرنا عبداللَّه، أخبرنا محمد، حدثني موسي، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي‏طالب عليه‏السلام، عن رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله في حديث قال: إذا کان يوم القيامة نادي مناد: أيها الناس إن أقربکم من اللَّه مجلساً أشدکم له خوفاً، وإن أحبکم إلي اللَّه أحسنکم عملاً، وإن أعظمکم عنده نصيباً أعظمکم فيما عنده رغبة، ثم يقول عزّوجلّ: لا أجمع عليکم اليوم خزي الدنيا وخزي الآخرة، فيأمر لهم بکراسي فيجلسون عليها، وأقبل عليهم الجبار بوجهه وهو راض عنهم وقد أحسن ثوابهم.[10].

7/10896- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام قال: إني لأبغض الرجل کسلان من أمر دنياه، لانه إذا کان کسلان من أمر دنياه فهو عن أمر آخرته أکسل.[11].

8/10897- (الجعفريات)، باسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي ابن‏الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي‏طالب عليه‏السلام: للکسلان ثلاث علامات: يتواني حتي يفرط، ويفرط حتي يضيع، ويضيع حتي يأثم.[12].

9/10898- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام أنه قال: الکسل يفسد الآخرة، وقال: آفة النجح الکسل، وقال: من دام کسله خاب أمله، وقال: من التواني يتولد الکسل.[13].

[صفحه 186]

10/10899- الحافظ أبونعيم: حدثنا القاضي أبوبکر محمد بن عمر بن سلم الحافظ، ثنا محمد بن الحسين بن حفص؛ وعلي بن الوليد بن جابر، قالا: ثنا علي بن حفص بن عمر، ثنا الحسن بن الحسين، عن زيد بن علي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن علي بن أبي‏طالب [عليه‏السلام] قال: قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه وسلم: قال لي جبريل عليه‏السلام: يامحمد أحبب من شئت فانک مفارقه، واعمل ما شئت فانک ملاقيه، وعِش ما شئت فانک ميت، قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه وسلم: لقد أوجز لي جبريل في الخطبة.[14].

11/10900- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام قال: إن الأشياء لما ازدوجت ازدوج الکسل والعجز، فنتج بينهما الفقر.[15].

12/10901- الشيخ الطوسي، حدثنا أبوعبداللَّه محمد بن محمد بن النعمان، قال: حدثنا أبوحفص محمد بن محمد بن علي الصيرفي المعروف بابن الزيات، قال: حدثنا أبوعلي محمد بن همام الاسکافي، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالک، قال: حدثنا أحمد بن سلامة الغنوي، قال: حدثنا محمد بن الحسين العامري، قال: حدثنا أبومعمر، عن أبي‏بکر بن عياش، عن الفجيع العقيلي، قال: حدثني الحسن بن علي، قال: لما حضرت والدي الوفاة أقبل يوصي، إلي أن قال: إذا عرض لک شي‏ء من أمر الآخرة فابدأ به، وإذا عرض شي‏ء من أمر الدنيا فتأنه حتي تصيب رشدک فيه.[16].

13/10902- ورد عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام وقد سئل عن الملائکة الکاتبين کيف

[صفحه 187]

يطلعون علي النيات حتي يکتبونها؟ فقال عليه‏السلام: إن المؤمن إذا نوي الخير خرج من فمه مثل رائحة المسک فيشمونها ويعلمون انه نوي الطاعة فيکتبونها، وإذا نوي الشر خرج من فمه مثل رائحة الکنيف فيتکرهون به ويعلمون انه نوي الشر فيکتبونها عليه، وهذا إحدي معاني ويسر علي الکرام الکاتبين مؤنتنا.[17].

14/10903- قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: شتان ما بين عملين: عمل تذهب لذته وتبقي تبعته، وعمل تذهب مؤنته ويبقي أجره.[18].

15/10904- (الجعفريات)، أخبرنا عبداللَّه، أخبرنا محمد، حدثني موسي، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي‏طالب عليه‏السلام قال: قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله لرجل: اعمل عمل من يظن أنه يموت غداً.[19].

16/10905- (الجعفريات)، أخبرنا عبداللَّه، أخبرنا محمد، حدثني موسي، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي‏طالب عليه‏السلام قال: قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: علّمني جبرئيل وأوجز، فقال: يامحمد، أحبب ما شئت فانک مفارقه، وعش ما شئت فانک ميّت، واعمل ما شئت فانک ملاقيه.[20].

17/10906- (الجعفريات)، أخبرنا عبداللَّه، أخبرنا محمد، حدثني موسي، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي‏طالب عليه‏السلام، أنه قال: اعمل لکلّ يوم بما فيه ترشد.[21].

[صفحه 188]

18/10907- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام أنه قال: العاقل من کان يومه خيراً من أمسه، وعقل الذم عن نفسه، وقال: إن العاقل من نظر في يومه لغده، وسعي في فکاک نفسه وعمل لما لابد منه ولا محيص له عنه، وقال: ولا تؤخر عمل يوم إلي غد وامض لکل يوم عمله وقال: فاز من أصلح عمل يومه واستدرک فوارط أمسه.[22].

19/10908- الشيخ المفيد: أخبرني أبوالحسن علي بن محمد بن حبيش الکاتب، قال: أخبرني الحسن بن علي الزعفراني، قال: أخبرني أبوإسحاق إبراهيم بن محمد الثقفي، قال: حدثنا عبداللَّه بن محمد بن عثمان، قال: حدثنا علي بن محمد بن أبي‏سعيد، عن فضيل بن الجعد، عن أبي‏إسحاق الهمداني، عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام فيما کتبه إلي محمد بن أبي‏بکر وأهل مصر وفيه: فإن اللَّه يکفر بکل حسنة سيئة. قال اللَّه عزّوجلّ: «إِنَّ الْحَسَنَاتِ»[23] الآية.[24].

20/10909- عن علي رضي الله عنه: إذا أحببتم أن تعلموا ما للعبد عند ربه، فانظروا ما يتبعه من الثناء.[25].

21/10910- عن علي رضي الله عنه: إن اللَّه تعالي يحب أن يري عبده تعباً في طلب الحلال.[26].

22/10911- الحافظ أبونعيم: حدثنا عمر بن محمد بن عبدالصمد، ثنا الحسن بن محمد بن غفير، ثنا الحسن بن علي، ثنا خلف بن تميم، حدثنا عمر بن الرحال، عن العلاء بن المسيب، عن عبدخير، عن علي [عليه‏السلام] قال: ليس الخير أن يکثر مالک وولدک، ولکن الخير أن يکثر علمک، ويعظم حلمک، وأن تباهي الناس بعبادک

[صفحه 189]

ربک، فان أحسنت حمدت اللَّه، وإن أسأت استغفرت اللَّه، ولا خير في الدنيا إلّا لأحد رجلين: رجل أذنب ذنباً فهو تدارک ذلک بتوبة، أو رجل يسارع في الخيرات، ولا يقل عمل في تقوي وکيف يقل ما يتقبل.[27].

23/10912- عن علي رضي الله عنه: أتاني جبريل فقال: يامحمد عِش ما شئت فانک ميت، وأحبب من شئت فانک مفارقه، واعمل ما شئت فانک مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس.[28].

[صفحه 190]


صفحه 184، 185، 186، 187، 188، 189، 190.








  1. تحف العقول: 146، البحار 49:78.
  2. القصص: 77.
  3. الجعفريات: 176، مستدرک الوسائل 140:12 ح13727، وسائل الشيعة 366:11، البحار 177:71، أمالي الصدوق المجلس 189:40، معاني الأخبار: 325، الدعوات: 122 ح299.
  4. الزُمَر: 56.
  5. الزمر: 57.
  6. ق: 22.
  7. دعائم الاسلام 349:2، مستدرک الوسائل 141:12 ح13730.
  8. غرر الحکم: 475 و 473 و 449، مستدرک الوسائل 141:12 ح13731.
  9. نهج البلاغة قصار الحکم: 94، مجموعة ورام 24:1، البحار 38:6.
  10. الجعفريات: 238، مستدرک الوسائل 172:11 ح12669.
  11. دعائم الاسلام 14:2، مستدرک الوسائل 44:13 ح14693.
  12. الجعفريات: 232، مستدرک الوسائل 45:13 ح14694.
  13. غرر الحکم 463، مستدرک الوسائل 45:13 ح14695.
  14. حلية الأولياء 202:3.
  15. تحف العقول: 154، تفسير نور الثقلين 470:1، البحار 59:78.
  16. أمالي الطوسي المجلس الأول: 7 ح8، البحار 98:78، وسائل الشيعة 86:1، أمالي المفيد المجلس 138:26.
  17. کشکول شيخ يوسف البحراني 359:2.
  18. نهج البلاغة قصار الحکم: 121، البحار 189:71، وسائل الشيعة 188:11.
  19. الجعفريات: 163، مستدرک الوسائل 122:1 ح155.
  20. الجعفريات: 181، مستدرک الوسائل 122:1 ح156.
  21. الجعفريات: 233، مستدرک الوسائل 122:1 ح157.
  22. غرر الحکم: 53، مستدرک الوسائل 150:12 ح13753.
  23. هود: 114.
  24. أمالي المفيد المجلس 159:31، البحار 387:77، مستدرک الوسائل 158:12 ح13774.
  25. الجامع الصغير للسيوطي 58:1 ح362.
  26. الجامع الصغير للسيوطي 287:1 ح1882.
  27. حلية الأولياء 75:1، ربيع الأبرار 804:1.
  28. الجامع الصغير للسيوطي 19:1 ح89.