في التقوي والطاعة وإجتناب المعصية















في التقوي والطاعة وإجتناب المعصية



1/10731- الصدوق، حدّثنا أبوطالب المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوي المصري السمرقندي، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود العياشي، عن أبيه أبي‏النضر، قال: حدّثنا إبراهيم بن علي، قال: حدّثني ابن‏إسحاق، عن يونس بن عبدالرحمن، عن أبي‏سنان، عن عبداللَّه بن مسکان، عن أبي‏بصير، عن أبي‏جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليه‏السلام قال: کان أمير المؤمنين عليه‏السلام يقول: لأهل التقوي علامات يُعرفون بها: صدق الحديث، وأداء الأمانة، والوفاء بالعهد، وقّلة الفخر والبخل، وصلة الأرحام، ورحمة الضعفاء، وقلّة المؤاتاة للنساء، وبذل المعروف، وحسن الخلق، وسعة الحلم، واتّباع العلم فيما يقرّب إلي اللَّه عزّ وجلّ، «طُوبي لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ».[1].

وطوبي شجرة في الجنّة أصلها في دار رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله فليس من مؤمنٍ إلّا في داره غصن من أغصانها، لا ينوي في قلبه شيئاً إلّا أتاه ذلک الغصن به، ولو أنّ راکباً

[صفحه 140]

مجدّاً سار في ظلّها مائة عام لم يخرج منها، ولو أنّ غراباً طار من أصلها ما بلغ أعلاها حتّي يبياضّ (يسقط) هرماً، ألا ففي هذا فارغبوا، إنّ المؤمن من نفسه في شغل والناس منه في راحة، إذا جنّ عليه الليل فرش وجهه وسجد للَّه تعالي ذکره بمکارم بدنه، ويناجي الذي خلقه في فکاک رقبته، ألا فهکذا فکونوا.[2].

2/10732- قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: أيّها الناس اتّقوا اللَّه الذي إن قلتم سمع، وإن أضمرتم عِلم، وبادروا الموت الذي إن هربتم أدرککم، وإن أقمتم أخذکم، وإن نسيتموه ذَکرَکُم.[3].

3/10733- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام أنّه قال: ألا وإنّ الخطايا خيل شمس، حُمل عليها أهلها، وخُلِعت لُجمُها فتقحمّت بهم في النار، ألا وإنّ التقوي مطايا ذُلُل، حُمل عليها أهلها، واُعطوا أزمّتها، فأوردتهم الجنّة.[4].

4/10734- قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: إتّق اللَّه بعض التقي وإن قلّ، واجعل بينک وبين اللَّه ستراً وإن رقّ.[5].

5/10735- قال علي عليه‏السلام: من نقله اللَّه من ذلّ المعاصي إلي عزّ التقوي أغناه اللَّه بلا مال وأعزّه بلا عشيرة وآنسه بلا أنيس.[6].

6/10736- (الجعفريات)، أخبرنا عبداللَّه، أخبرنا محمّد، حدّثني موسي، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام قال: قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: التقوي کرم، والحلم زين، والصير خير مرکب.[7].

[صفحه 141]

7/10737- وبهذا الاسناد، عن علي عليه‏السلام قال: سمعت رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله يقول: لاحسب إلّا بالتواضع، ولا کرم إلّا بالتقوي، ولا عمل إلّا بنيّة، ولا عبادة إلّا بيقين.[8].

8/10738- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام أنّه قال: من اتّقي اللَّه حقّ تقاته أعطاه اللَّه اُنساً بلا أنيس، وغناء بلا مال، وعزّاً بلا سلطان.[9].

9/10739- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام أنّه قال في حديث: ليس لأحد علي أحد فضل إلّا بالتقوي، ألا وإنّ للمتّقين عند اللَّه أفضل الثواب وأحسن الجزاء والمآب.[10].

10/10740- المفيد، عن عليّ بن محمّد بن حبيش، عن الحسن بن عليّ الزعفراني، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي، عن عبداللَّه، عن محمّد بن عثمان، عن عليّ ابن‏محمّد بن أبي‏سعيد، عن فضيل بن جعفر بن جعد، عن أبي‏إسحاق الهمداني، عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام فيما کتبه إلي أهل مصر:

عليکم بالتقوي فإنّها تجمع الخير ولا خير غيرها، وتدرک بها من الخير ما لا يدرک بغيرها من خير الدنيا وخير الآخرة، قال اللَّه عزّ وجلّ: «وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّکُمْ قَالُوا خَيْراً»[11] إلي أن قال عليه‏السلام: يا عباد اللَّه إنّ المتّقين حازوا عاجل الخير وآجله، شارکوا أهل الدنيا في دنياهم ولم يشارکهم أهل الدنيا في آخرتهم.[12].

11/10741- قال علي عليه‏السلام: عباد اللَّه إنّ تقوي اللَّه حمت أوليائه محارمَهُ، وألزمت قلوبهم مخافته، حتّي أسهرت لياليهُم، وأظمأت هواجرهم.[13].

[صفحه 142]

12/10742- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام قال: نسخ قوله تعالي: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ»[14] قوله تعالي: «فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ».[15] [16].

13/10743- قال علي عليه‏السلام: اتّقوا اللَّه تقيّة من شمَّر تجريداً، وجدّ تشميراً، وکمش في مَهَلٍ، وبادر عن وَجَلٍ، ونظر في کرّةِ الموئل، وعاقبة المصدر، ومَغبّة المرجع.[17].

14/10744- قال علي عليه‏السلام: التُقي رئيس الأخلاق.[18].

15/10745- الصدوق: عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام، عن النبي صلي الله عليه و آله قال: أتقي الناس من قال الحقّ فيما له وعليه.[19].

16/10746- وعنه، عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام: لا کرم أعزّ من التقوي، وسئل أيّ عملٍ أفضل؟ قال: التقوي.[20].

17/10747- الطوسي، عن محمّد بن محمّد بن طاهر، عن ابن‏عقدة، عن يحيي بن الحسن العلوي، عن إسحاق بن موسي، عن آبائه، عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام قال: قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: المتّقون سادة، والفقهاء قادة، والجلوس إليهم عبادة.[21].

18/10748- وعنه، عن الجعابي، عن ابن‏عقدة، عن محمّد بن هارون بن عبدالرحمن، عن أبيه، عن عيسي بن أبي‏الورد، عن أحمد بن عبدالعزيز، عن أبي‏عبداللَّه عليه‏السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: لا يقلّ مع التقوي عمل، وکيف يقلّ ما يتقبّل.[22].

[صفحه 143]

19/10749- قال علي عليه‏السلام: اعلموا عباد اللَّه أنّ التقوي حصن حصين، والفجور حصن ذليل لا يمنع أهله ولا يحرز من لجأ إليه، ألا وبالتقوي تُقطع حمة الخطايا، وبالصبر علي طاعة اللَّه ينال ثواب اللَّه، وباليقين تدرک الغاية القصوي، عباد اللَّه إنّ اللَّه لم يحظر علي أوليائه ما فيه نجاتهم إذ دلّهم عليه، ولم يقنطهم من رحمته لعصيانهم إيّاه إن تابوا إليه.[23].

20/10750- قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام في صفات المتّقين: إذا زُکّي أحد منهم خاف ممّا يقال له، فيقول: أنا أعلم بنفسي من غيري وربّي أعلم منّي بنفسي، اللّهمّ لا تؤاخذني بما يقولون، واجعلني أفضل ممّا يظنّون، واغفر لي ما لا يعلمون.[24].

21/10751- قال علي عليه‏السلام وقد سأله همّام عن المتّقين: فالمتّقون فيها- أي في الدنيا- هم أهل الفضائل، منطقهم الصواب، وملبسهم الاقتصاد، ومشيهم التواضع، غضّوا أبصارهم عمّا حرّم اللَّه عليهم، ووقفوا أسماعهم علي العلم النافع لهم، نزلت أنفسهم منهم في البلاء کالذي نزلت في الرخاء ولولا الأجل الذي کتب اللَّه لهم لم تستقرّ أرواحهم في أجسادهم طرفة عينٍ شوقاً إلي الثواب وخوفاً من العقاب، عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم، فهم والجنّة کمن قد رآها فهم فيها منعّمون، وهم والنار کمن قد رآها فهم فيها معذّبون، قلوبهم محزونة، وشرورهم مأمونة، وأجسادهم نحيفة، وحاجاتهم خفيفة، وأنفسهم عفيفة، صبروا أيّاماً قصيرة أقبتهم راحة طويلة.

تجارة مربحة يسّرها لهم ربّهم، أرادتهم الدنيا ولم يريدوها، وأسرتهم ففدوا أنفسهم منها، أمّا الليل فصافّون أقدامهم تالين لأجزاء القرآن يرتّلونها ترتيلاً يحزِّنون به أنفسهم، ويستثيرون به دواء دائهم، فإذا مرّوا بآية فيها تشويق رکنوا

[صفحه 144]

إليها طمعاً، وتطلّعت نفوسهم إليها شوقاً، فظنّوا أنّها نصب أعينهم، وإذا مرّوا بآيةٍ فيها تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم، وظنّوا أنّ زفير جهنّم وشهيقها في اُصول آذانهم، فهم حانون علي أوساطهم، مفترشون لجباههم وأکفّهم ورکبهم وأطراف أقدامهم، يطلبون إلي اللَّه في فکاک رقابهم، الخبر.[25].

22/10752- قال عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام: التقوي ترک الإصرار علي المعصية، وترک الاغترار بالطاعة.[26].

23/10753- قال علي عليه‏السلام: إن اللَّه إذا جمع الناس نادي فيهم مناد أيها الناس إن أقربکم اليوم من اللَّه أشدکم منه خوفاً، وإن أحبکم إلي اللَّه أحسنکم له عملاً، وإن أفضلکم عنده منصباً أعملکم فيما عنده رغبةً، وإن أکرمکم عليه أتقاکم.[27].

24/10754- قال علي عليه‏السلام: ياأيها الناس إن اللَّه في کل نعمة حقاً، فمن أدّاه زاده ومن قصر عنه خاطر بزوال النعمة وتعجل العقوبة، فليراکم اللَّه من النعمة وجلين کما يراکم من الذنوب فرقين.[28].

25/10755- الشيخ الطوسي، حدثني أبوعبداللَّه محمد بن محمد، قال: حدثني أبوحفص عمر بن محمد الزيات الصيرفي، قال: حدثنا علي بن مهرويه القزويني، قال: حدثنا داود بن سليمان الغازي، قال: حدثنا علي بن موسي الرضا عليه‏السلام، قال: حدثني أبي‏موسي بن جعفر العبد الصالح، قال: حدثني أبي‏جعفر بن محمد الصادق، قال: حدثني أبي‏محمد بن علي الباقر، قال: حدثني أبي‏علي بن الحسين زين العابدين، قال: حدثني أبي‏الحسين بن علي الشهيد، قال: حدثني أبي‏أميرالمؤمنين علي بن أبي‏طالب عليه‏السلام، قال: حدثني أخي رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله، قال: يقول اللَّه عزّوجلّ:

[صفحه 145]

ياابن‏آدم، ما تنصفني، أتحبب اليک بالنعم وتتمقت إلي بالمعاصي، خيري إليک منزول وشرک إلي صاعد، ولا يزال ملک کريم يأتيني عنک في کل يوم وليلة بعمل غير صالح، يابن آدم لو سمعت وصفک من غيرک وأنت لا تدري مَنِ الموصوف لسارعته إلي مقته (يابن آدم اذکرني حين تغضب أذکرک حين أغضب ولا أمقتک فيمن أمحق).[29].

26/10756 - الشيخ الطوسي، باسناده عن علي عليه‏السلام قال: من أراد عزاً بلا عشيرة، وهيبة من غير سلطان، وغنيً من غير مال، وطاعة من غير بذل، فليتحول من ذل معصية اللَّه إلي عزّ طاعته، فانه يجد ذلک کلّه.[30].

27/10757- الصدوق، باسناده عن الرضا، عن آبائه، عن علي عليه‏السلام قال: لا دين لمن دان بطاعة لمخلوق في معصية الخالق.[31].

28/10758- قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: من أراد الغني بلا مال، والعز بلا عشيرة، والطاعة بلا سلطان فليخرج من ذل معصية اللَّه إلي عز طاعته، فانه واجد ذلک کله.[32].

29/10759- من کلام لعلي عليه‏السلام: اعلم أن لکل عمل نباتاً، ولا نبات إلّا في غني، ولا غني به عن الماء والمياه مختلفة، فما طاب سقيه طاب غرسه وحلت ثمرته، وما خبث سقيه خبث غرسه ومرت ثمرته.[33].

[صفحه 146]

30/10760- فيما أوصي أمير المؤمنين عليه‏السلام لعبداللَّه بن العباس عند استخلافه إياه علي البصرة: واعلم أن ما قرّبک من اللَّه يباعدک من النار، وما باعدک من اللَّه يقربک من النار.[34].

31/10761- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام قال: قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: لا يغرنک ذنب الناس عن ذنبک، ولا نعم الناس عن نعمک التي أنعم اللَّه عليک، ولا تقنط الناس من رحمة اللَّه عزوجل وأنت ترجوها لنفسک.[35].

32/10762- القطب الراوندي في (لب اللباب) عن علي عليه‏السلام: أحبکم إلي اللَّه أکثرکم له ذکراً، وأکرمکم عند اللَّه أتقاکم، وأنجاکم من عذاب اللَّه أشدکم له خوفاً.[36].

33/10763- عن علي [عليه‏السلام]: ياعلي إن الاسلام عريان: لباسه التقوي، ورياشه الهدي، وزينته الحياء، وعماده الورع، وملاکه العمل الصالح، وأساس الاسلام حبي وحب أهل بيتي.[37].

34/10764- الحافظ أبونعيم: حدثنا محمد بن عمر بن سلم، ثنا القاسم بن محمد ابن‏جعفر بن محمد بن عبداللَّه بن محمد بن عمر بن علي بن أبي‏طالب [عليه‏السلام ]حدثني أبي، عن أبيه، عن أبي‏عبداللَّه جعفر بن محمد بن علي، عن أبيه، عن علي بن الحسين ابن‏علي، عن أمير المؤمنين علي [عليهم‏السلام] قال: قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه وسلم: من نقله اللَّه عزّوجلّ من ذل المعاصي إلي عز التقوي، أغناه بلا مال، وأعزه بلا عشيرة، وآنسه بلا أنيس، ومن خاف اللَّه أخاف اللَّه تعالي منه کل شي‏ء، ومن لم يخف اللَّه أخافه اللَّه تعالي من

[صفحه 147]

کل شي‏ء، ومن رضي من اللَّه تعالي باليسير من الرزق رضي اللَّه تعالي عنه باليسير من العمل، ومن لم يستحي من طلب المعيشة خفت مؤنته ورخي باله، ونعم عياله، ومن زهد في الدنيا ثبت اللَّه الحکمة في قلبه، وانطلق بها لسانه، وأخرجه من الدنيا سالماً إلي دار القرار.[38].

35/10765- الحافظ أبونعيم: حدثنا أبوعلي محمد بن أحمد بن الحسن، ومخلد ابن‏جعفر، قالا: ثنا الحسين بن عمر بن إبراهيم الثقفي، ثنا أبوکريب، ثنا مختار بن غسان، ثنا عيسي بن مسلم، ثنا أبوداود، عن عبدالأعلي بن عامر، قال: قال أبوعبدالرحمن: دخلت المسجد وأميرالمؤمنين علي بن أبي‏طالب [عليه‏السلام] علي المنبر، وهو يقول: قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه وسلم: إن اللَّه أوحي إلي نبي من أنبياء بني اسرائيل، قل لأهل طاعتي من اُمتک أن لا يتکلوا علي أعمالهم فاني لا أقاص عبداً يوم الحساب يوم القيامة، أشاء أن أعذبه إلّا عذبته، وقل لأهل معصيتي من اُمتک لا يلقوا بأيديهم فاني أغفر الذنب العظيم ولا اُبالي، وانه ليس من أهل قرية ولا مدينة ولا أهل أرض ولا رجل بخاصة ولا امرأة يکون لي علي ما أحب إلّا کنت له علي ما يحب ثم يتحول عما أحب إلي ما أکره إلّا تحولت له مما يحب إلي ما يکره، وليس من أهل قرية ولا أهل مدينة ولا أهل أرض ولا رجل بخاصة ولا امرأة يکون لي علي ما أکره إلّا کنت له علي ما يکره، ثم يتحول عما أکره إلي ما أحب إلّا تحولت له ما يکره إلي ما يحب، ليس مني من تطير أو تطير له، أو تکهن أو تُکهن له، أو سحر أو سحر له، إنما أنا وخلقي وکل خلقي لي.[39].

36/10766- ابن‏عساکر، أخبرنا أبوالقاسم هبة اللَّه الواسطي، أنبأنا أبوبکر أحمد ابن‏علي، أنبأنا أبوسعيد محمد بن موسي بن الفضل النيسابوري، أنبأنا أبوعبداللَّه

[صفحه 148]

محمد بن عبداللَّه الصفار، الاصبهاني، أنبأنا أبوبکر بن أبي‏الدنيا، حدثني محمد بن هارون، أنبأنا أبوعمير بن النحاس، أنبأنا حجاج بن محمد أنبأنا أبوالبيداء، عن شهاب بن صالح، عن أبي‏خيرة- وکان من أصحاب علي- عن علي [عليه‏السلام ]قال: جزاء المعصية الوهن في العبادة والضيق في المعيشة، والنفس في اللذة، قيل: وما النفس في اللذة؟ قال: لا ينال شهوة حلالاً إلّا جاءه ما ينغصها.[40].

37/10767- الصدوق، باسناده عن أمير المؤمنين عليه‏السلام قال: من تصدي بالاثم أعشي عن ذکر اللَّه تعالي، من ترک الأخذ عن أمر اللَّه بطاعته قيض له شيطان فهو له قرين.[41].

38/10768- قال علي عليه‏السلام: عجبت لأقوام يحتمون الطعام مخافة الأذي کيف لا يحتمون الذنوب مخافة النار، وعجبت ممن يشتري المماليک بماله کيف لا يشتري الأحرار بمعروفه فيملکهم، ثم قال عليه‏السلام: إن الخير والشر لا يعرفان إلّا بالناس، فإذا أردت أن تعرف الخير فاعمل الخير تعرف أهله، وإذا أردت أن تعرف الشر فاعمل الشر تعرف أهله.[42].

39/10769- قال علي عليه‏السلام: اُوصيکم بتقوي اللَّه فانها غبطة للطالب الراجي، وثقة للهارب اللاجي، استشعروا التقوي شعاراً باطناً، واذکروا اللَّه (ذکراً) خالصاً تحيوا به أفضل الحياة، وتسلکوا به طرق النجاة، وانظروا إلي الدنيا نظر الزاهد المفارق، فانها تزيل الثّاوي الساکن، وتفجع المترف الآمن، لا يرجي منها ما ولّي فأدبر، ولا يدري ما هو آت منها فيستنظر، وصل الرخاء منها بالبلاء، والبقاء منها إلي الفناء، سرورها مشوب بالحزن، والبقاء منها إلي الضعف والوهن.[43].

[صفحه 149]

40/10770- الشيخ الطوسي، أخبرنا محمد بن محمد، قال: أخبرنا أبوالحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه محمد بن الحسن الصفار، عن علي بن محمد القاساني، عن القاسم بن محمد الاصفهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن سفيان بن عيينة، عن حميد بن زياد، عن عطا بن يسار، عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام قال: يوقف العبد بين يدي اللَّه، فيقول: قيسوا بين نعمي عليه وبين عمله، فستغرق النعم العمل، فيقولون: قد استغرقت النعم العمل، فيقول: قيسوا له نعمي وقيسوا بين الخير والشر منه، فان استوي العملان أذهب اللَّه الشر بالخير وأدخله الجنة، فان کان له فضل أعطاه اللَّه بفضله، وإن کان عليه فضل وهو من أهل التقوي، لم يشرک باللَّه تعالي واتقي الشرک به، فهو من أهل المغفرة، يغفر اللَّه له برحمته إن شاء، ويتفضل عليه بعفوه.[44].

41/10771- المفيد، أخبرني عبداللَّه بن محمد بن أعين البزاز، قال: أخبرني زکريا بن صبيح، قال: حدثنا خلف بن خليفة، عن سعيد بن عبيدالطائي، عن علي ابن‏ربيعة الوالبي، عن أميرالمؤمنين علي بن أبي‏طالب عليه‏السلام قال: قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: إن اللَّه تعالي حد لکم حدوداً فلا تعتدوها، وفرض عليکم فرائض فلا تضيعوها، وسنّ لکم سنناً فاتبعوها، وحرّم عليکم حرمات فلا تهتکوها، وعفي عن أشياء رحمة لکم من غير نسيان فلا تتکلفوها.[45].

42/10772- محمد بن علي بن الحسين: خطب أميرالمؤمنين عليه‏السلام فقال: إن اللَّه حدّ حدوداً فلا تعتدوها، وفرض فرائض فلا تنقصوها، وسکت عن أشياء لم يسکت عنها نسياناً لها فلا تکلفوها، رحمة من اللَّه لکم فاقبلوها، ثم قال علي عليه‏السلام: حلال بيّن وحرام بيّن وشبهات بين ذلک، فمن ترک ما اشتبه عليه من الاثم فهو لما

[صفحه 150]

استبان له أترک، والمعاصي حمي اللَّه عزّوجلّ، فمن يرتع حولها يوشک أن يدخلها.[46].

43/10773- عن أمير المؤمنين عليه‏السلام أنه قال: إن اللَّه سبحانه جعل الطاعة غنيمة الأکياس عند تفريط العزة.[47].

44/10774- قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: اتقوا معاصي اللَّه في الخلوات فإن الشاهد هو الحاکم.[48].

45/10775- قال أمير المؤمنين عليه‏السلام: إن اللَّه وضع الثواب علي طاعته، والعقاب علي معصيته، ذيادةً لعباده عن نقمته وحياشةً لهم إلي جنته.[49].

46/10776- قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: احذر أن يراک اللَّه عند معصيته، أو يفقدک عند طاعته، فتکون من الخاسرين، فاذا قويت فاقو علي طاعة اللَّه، وإذا ضعفت فاضعف عن معصية اللَّه.[50].

47/10777- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام أنه قال: لو لم يتوعد اللَّه علي معصيته، لکان يجب أن لا يعصي شکراً لنعمة.[51].

48/10778- أخرج الخطيب، عن علي بن أبي‏طالب رضي الله عنه قال: قال النبي صلي الله عليه وسلم: إذا کان يوم القيامة أوقف العباد بين يدي اللَّه تعالي غُر لا بهماً، فيقول اللَّه: عبادي أمرتکم فضيعتم أمري، ورفعتم أنسابکم فتفاخرتم بها، اليوم أضع أنسابکم، أنا الملک الديان أين المتقون، إن أکرمکم عند اللَّه أتقاکم.[52].

[صفحه 151]

49/10779- عن علي رضي الله عنه: ما أخاف علي اُمتي فتنة أخوف عليها من النساء والخمر.[53].

[صفحه 152]


صفحه 140، 141، 142، 143، 144، 145، 146، 147، 148، 149، 150، 151، 152.








  1. الرعد: 29.
  2. الخصال، باب483:12؛ روضة الواعظين، باب الزهد والتقوي 432:2، وسائل الشيعة 148:11؛ تفسير العياشي 213:2؛ تفسير البرهان 292:2؛ تفسير الصافي 70:3؛ البحار 289:67.
  3. روضة الواعظين، باب الزهد والتقوي 437:2، البحار 283:70؛ نهج البلاغة: قصار الحکم 203.
  4. نهج البلاغة: خطبة 16؛ وسائل الشيعة 191:11.
  5. نهج البلاغة: قصار الحکم 242؛ وسائل الشيعة 191:11؛ البحار 284:70.
  6. مجموعة ورّام، باب العتاب 65:1.
  7. الجعفريات: 149؛ مستدرک الوسائل 263:11 ح12946.
  8. الجعفريات: 150؛ مستدرک الوسائل 264:11 ح12949.
  9. مشکاة الأنوار، الفصل 44:12؛ مستدرک الوسائل 260:11 ح12953؛ البحار 286:70.
  10. مشکاة الأنوار، الفصل 44:12؛ مستدرک الوسائل 265:11 ح12955؛ البحار 292:68.
  11. النحل: 30.
  12. مستدرک الوسائل 266:11 ح12957؛ تفسير الصافي 133:3؛ أمالي المفيد، المجلس 160:31.
  13. نهج البلاغة: خطبة 114؛ مستدرک الوسائل 506:7 ح8760.
  14. آل عمران: 102.
  15. التغابن: 16.
  16. البحار 283:70؛ رسالة المحکم والمتشابه: 11.
  17. نهج البلاغة: قصار الحکم 210؛ البحار 284:70.
  18. نهج البلاغة: قصار الحکم 410؛ البحار 284:70.
  19. أمالي الصدوق، المجلس 27:6؛ البحار 288:70.
  20. أمالي الصدوق، المجلس 264:52؛ البحار 288:70.
  21. البحار 290:70؛ أمالي الطوسي، مجلس 225:8 ح392.
  22. البحار 292:70؛ تفسير السيوطي 236:2؛ أمالي الطوسي، مجلس 60:2 ح90.
  23. البحار 62:78.
  24. سفينة البحار (مادة زکا) 554:1.
  25. روضة الواعظين، باب الزهد والتقوي 437:2؛ کشف الغمة، باب محبّة النبي لعلي 98:1.
  26. تفسير الرازي 21:2.
  27. تحف العقول: 141، البحار 41:78.
  28. تحف العقول: 142، البحار 43:78.
  29. أمالي الطوسي المجلس الخامس: 125 ح197، البحار 19:77، مجموعة ورام: 71، کنز العمال 800:15 ح43174، ربيع الأبرار 398:1، عيون أخبار الرضا عليه‏السلام 28:2، کنز الکراجکي: 163، صحيفة الامام الرضا: 81 ح4، إرشاد القلوب: 38.
  30. أمالي الطوسي المجلس 524:18 ح1161، البحار 179:71.
  31. عيون أخبار الرضا عليه‏السلام 43:2، البحار 393:73، وسائل الشيعة 422:11، صحيفة الرضا عليه‏السلام: 251 ح172.
  32. مجموعة ورام 51:1.
  33. مجموعة ورام 18:2، نهج البلاغة خطبة: 154، البحار 367:71.
  34. نهج البلاغة کتاب: 76، مجموعة ورام 35:2، البحار 498:33.
  35. مجموعة ورام 77:2، البحار 388:70، عيون أخبار الرضا عليه‏السلام 29:2، صحيفة الرضا عليه‏السلام: 87 ح15، ربيع الأبرار 316:4.
  36. مستدرک الوسائل 175:11 ح12677.
  37. کنز العمال 105:12 ح34206.
  38. حلية الأولياء 191:3، فرائد السمطين 420:1.
  39. حلية الأولياء 195:4.
  40. تاريخ ابن عساکر ترجمة الامام علي عليه‏السلام 293:3.
  41. الخصال حديث الأربعمائة: 633، البحار 192:63، تفسير نور الثقلين 603:4.
  42. تحف العقول: 141، البحار 41:78.
  43. تحف العقول: 139، البحار 39:78.
  44. أمالي الطوسي المجلس الثامن: 212 ح369، البحار 334:5.
  45. أمالي المفيد المجلس 102:20، البحار 263:2، أمالي الطوسي المجلس 510:18 ح1116.
  46. من لا يحضره الفقيه 74:4 ح5149، وسائل الشيعة 129:18.
  47. نهج البلاغة قصار الحکم: 231، البحار 189:71، وسائل الشيعة 176:11.
  48. نهج البلاغة قصار الحکم: 324، البحار 364:73، وسائل الشيعة 188:11.
  49. نهج البلاغة قصار الحکم: 368، البحار 114:6، مجموعة ورام: 8، وسائل الشيعة 188:11.
  50. نهج البلاغة قصار الحکم: 383، البحار 189:71، وسائل الشيعة 189:11.
  51. نهج البلاغة قصار الحکم: 290، وسائل الشيعة 243:11، البحار 364:73.
  52. تفسير السيوطي 97:6.
  53. الجامع الصغير للسيوطي 481:2 ح7796.