في التوبة















في التوبة



1/10631- الصدوق، عن محمّد بن الحسن، قال: حدّثني محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن الحسين بن أبي‏الخطّاب، عن عليّ بن أسباط، عن يحيي بن بشير، عن المسعودي، قال: قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: من تاب تاب اللَّه عليه، وأمرت جوارحه أن تستر عليه، وبقاع الأرض أن تکتم عليه، وأنسيت الحفظة ما کانت کتبت (تکتب) عليه.[1].

2/10632- قال علي عليه‏السلام: باب التوبة مفتوح لمن أرادها، فتوبوا إلي اللَّه توبة نصوحاً عسي ربّکم أن يکفّر عنکم سيّئاتکم، وأوفوا بالعهد إذا عاهدتم، فما زالت نعمة ولا نضارة عيش إلّا بذنوب اجترحوا، إنّ اللَّه ليس بظلّامٍ للعبيد، ولو أنّهم استقبلوا ذلک بالدعاء والإنابة لم تزل، ولو أنّهم إذا نزلت بهم النقم وزالت عنهم النعم، فزعوا إلي اللَّه عزّ وجلّ بصدق نيّاتهم ولم يهنوا ولم يسرفوا، لأصلح اللَّه لهم کلّ

[صفحه 114]

فاسد ولردّ عليهم کلّ صالح.[2].

3/10633- قال علي عليه‏السلام: ترک الخطيئة أيسر من طلب التوبة، وکم من شهوة ساعة أورثت حزناً طويلاً، والموت فضح الدنيا ولم يترک لذي لبٍّ فرحاً.[3].

4/10634- (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسي، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام قال: بينما رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله ذات يوم علي جبل من جبال تهامة والمسلمون حوله، إذ أقبل شيخ وبيده عصا، فنظر إليه رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله فقال: مشية الجنّ ونغمتهم وعجبهم، فأتي فسلّم، فردّ رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله فقال له: من أنت؟ فقال: أنا هامة بن الهيم بن لا قيس بن إبليس، إلي أن قال: قال هامة: فقلت: يا نوح إنّني ممّن شرک في دم العبد الصالح الشهيد السعيد هابيل بن آدم، هل تدري عند ربّک من توبة؟

قال: نعم يا هام همّ بخير وافعله قبل الحسرة والندامة، إنّي وجدت فيما أنزل اللَّه تبارک وتعالي عليّ أنّه ليس من عبدٍ عمل ذنباً کائناً ما کان وبالغاً ما بلغ، ثمّ تاب إلّا تاب اللَّه تعالي عليه، فقم الساعة فاغتسل وخرّ للَّه ساجداً، ففعلت ما أمرني، إذ نادي منادٍ من السماء: ارفع رأسک قبلت توبتک، فخررت للَّه ساجداً حولاً، الخبر.[4].

5/10635- محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن علي بن معمّر، عن محمّد بن علي بن عکاية، عن الحسن بن النصر الفهري، عن أبي‏عمرو الأوزاعي، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد، عن أبي‏جعفر عليه‏السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه‏السلام في خطبة طويلة:

[صفحه 115]

لا شفيع أنجح من التوبة.[5].

6/10636- في وصيّة أميرالمؤمنين عليه‏السلام للحسن عليه‏السلام: وإن قارفت سيّئة فعجّل نحوها بالتوبة.[6].

7/10637- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام أنّه قال: التوبة تستنزل الرحمة، وقال: التوبة تطهّر القلوب وتغسل الذنوب، وقال: الذنوب الداء والدواء الاستغفار والشفاء أن لا تعود، وقال: ثمرة التوبة استدراک فوارط النفس، وقال: حسن التوبة يمحو الحوبة، وقال: مسوّف نفسه بالتوبة من هجوم الأجل علي أعظم الحظر، وقال: يسير التوبة والاستغفار يمحّص المعاصي والإصرار.[7].

8/10638- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام أنّه قال: التوبة ندم بالقلب، واستغفار باللسان، وترک بالجوارح، وإضمار أن لا يعود.[8].

9/10639- قال علي عليه‏السلام: وقد قيل له: فإن عاد؟ قال: يغفر اللَّه له ويتوب مراراً، قيل: إلي متي؟ قال: حتّي يکون الشيطان هو المحسور.[9].

10/10640- عن علي عليه‏السلام أنّه قال: ما من عبد يذنب إلّا أجّله اللَّه سبع ساعات فإن تاب لم يکتب عليه ذنب.[10].

11/10641- (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسي، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام قال: قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: إنّ اللَّه عزّ وجلّ يبسط يديه عند کلّ فجر

[صفحه 116]

لمذنب الليل هل يتوب فيغفر له، ويبسط يديه عند مغرب الشمس لمذنب النهار هل يتوب فيغفر له.[11].

12/10642- الصدوق، باسناده عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام قال: توبوا إلي اللَّه عزّ وجلّ وادخلوا في محبّته، فإنّ اللَّه يحبّ التوّابين ويحبّ المتطهّرين، والمؤمن توّاب.[12].

13/10643- قال علي عليه‏السلام لرجل سأله أن يعظه: لا تکن ممّن يرجو الآخرة بغير عمل، ويُرجئُ التوبة بطول الأمل، وساق الکلام إلي أن قال عليه‏السلام: إن عرضت له شهوة أسلف المعصية، وسوّف التوبة.[13].

14/10644- عن علي [عليه‏السلام]: الفقراء أصدقاء اللَّه، والمرضي أحبّاء اللَّه، فمن مات علي التوبة فله الجنّة، فتوبوا ولا تيأسوا، فإنّ باب التوبة مفتوح من قبل المغرب لا ينسدّ حتّي تطلع الشمس منه.[14].

15/10645- عن علي [عليه‏السلام]: مکتوب حول العرش قبل أن تخلق الدنيا بأربعة آلاف عام: وإنّي لغفّار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثمّ اهتدي.[15].

16/10646- الديلمي عن علي [عليه‏السلام]: يوحي اللَّه إلي الحفظة الکرام البررة، لا تکتبوا علي عبدي عند ضجره شيئاً.[16].

17/10647- عن علي [عليه‏السلام]: إذا أُتي علي العبد أربعون سنة يجب عليه أن يخاف اللَّه ويحذره.[17].

18/10648- عن علي [عليه‏السلام] قال: قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه وسلم لمّا اُري إبراهيم ملکوت

[صفحه 117]

السماوات والأرض، أشرف علي رجل علي معصية من معاصي اللَّه فدعا عليه فهلک، ثمّ أشرف علي آخر فذهب يدعو عليه، فأوحي اللَّه إليه أن: يا إبراهيم إنّک رجل مستجاب الدعوة، فلا تدعو علي عبادي فإنّهم منّي علي ثلاث: أمّا أن يتوب فأتوب عليه، وأمّا أن اُخرج من صلبه نسمة تملأ الأرض بالتسبيح، وأمّا أن أقبضه إليّ، فإن شئت عفوت وإن شئت عاقبت.[18].

19/10649- عن علي عليه‏السلام أنّه قال: لو وجدت مؤمناً علي فاحشة لسترت بثوبي هذا (أو قال بثوبه) فرفعه بيديه جميعاً، إنّ التوبة فيما بين المؤمن وبين اللَّه.[19].

20/10650- عن جابر: أنّ أعرابياً دخل مسجد رسول‏اللَّه صلي الله عليه وسلم وقال: اللّهمّ إنّي أستغفرک وأتوب إليک وکبّر، فلمّا فرغ من صلاته قال له علي عليه‏السلام: يا هذا إنّ سرعة اللسان بالاستغفار توبة الکذّابين، فتوبتک تحتاج إلي توبة، فقال: يا أمير المؤمنين وما التوبة؟ فقال: أسمّ يقع علي ستّة أشياء: علي الماضي من الذنوب الندامة، ولتضييع الفرائض الإعادة، وردّ المظالم، وإذابة النفس في الطاعة کما ربّيتها في المعصية، وإذاقة النفس مرارة الطاعة کما أذقتها حلاوة المعصية، والبکاء بدل ضحک ضحکته.[20].

21/10651- عن علي [عليه‏السلام] قال: قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه وسلم: إن أصحاب الکبائر من موحدي الاُمم کلها الذين ماتوا علي کبائرهم غير نادمين ولا تائبين، من دخل منهم جهنم، لا تزرق عيونهم ولا تسود وجوههم، ولا يقرنون بالشياطين، ولا يغلون بالسلاسل، ولا يجرعون الحميم، ولا يلبسون القطران، حرم اللَّه أجسادهم علي الخلود من أجل التوحيد وصورهم علي النار من أجل السجود، فمنهم من

[صفحه 118]

تأخذه النار إلي قدميه، ومنهم من تأخذه النار إلي عقبيه، ومنهم من تأخذه النار إلي فخذيه، ومنهم من تأخذه النار إلي حجزته، ومنهم من تأخذه النار إلي عنقه علي قدر ذنوبهم وأعمالهم، ومنهم من يمکث فيها شهراً ثم يخرج منها، ومنهم من يمکث فيها سنة ثم يخرج منها، ومنهم أطولهم فيها مکثاً بقدر الدنيا منذ يوم خلقت إلي أن تفني، فاذا أراد أن يخرجهم منها قالت اليهود والنصاري ومن في النار من أهل الأديان والأوثان لمن في النار من أهل التوحيد آمنتم باللَّه وکتبه ورسله فنحن وأنتم اليوم في النار سواء، فيغضب لهم غضباً لم يغضبه لشي‏ء فيما مضي، فيخرجهم إلي عين بين الجنة والصراط فينبتون فيها نبات الطراثيث في حميل السيل ثم يدخلون الجنة مکتوب في جباههم هؤلاء الجهنميون عتقاء الرحمان، فيمکثون في الجنة ما ئشاء اللَّه أن يمکثوا ثم يسألون اللَّه أن يمحو ذلک الاسم عنهم، فيبعث اللَّه ملکاً فيمحوه، ثم يبعث اللَّه ملائکة معهم مسامير من نار فيطبقونها علي من بقي فيها، يسمرونها بتلک المسامير فينساهم اللَّه علي عرشه ويشتغل عنهم أهل الجنة بنعيمهم ولذاتهم، وذلک قوله تعالي: «رُبَّمَا يَوَدُّ الَّذِينَ کَفَرُوا لَوْ کَانُوا مُسْلِمِينَ».[21] [22].

22/10652- العياشي: عن مسعدة بن صدقة، عن أبي‏جعفر محمد بن علي، عن أبيه، عن جده عليهم‏السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: إن الناس يوشکون أن ينقطع بهم العمل، ويسد عليهم باب التوبة، فلا ينفع نفساً إيمانها لم تکن آمنت من قبل أو کسبت في إيمانها خيراً.[23].

23/10653- (الجعفريات)، بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام قال: قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: أربعة من

[صفحه 119]

علامة الشقاء: جمود العين، وقسوة القلب، وشدّة الحرص في طلب الدنيا، والإصرار علي الذنب.[24].

24/10654- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام أنّه قال: أعظم الذنوب ذنب أصرّ عليه صاحبه، وقال: عجبت لمن علم شدّة انتقام اللَّه وهو مقيم علي الإصرار، وقال: الإصرار أعظم حوبة، وقال: الإصرار يجلب النقمة، وقال: المعاودة للذنب إصرار، وقال: إيّاک والإصرار فإنّه من أکبر الکبائر وأعظم الجرائم، إيّاک والمجاهرة بالفجور فإنّها من أشدّ المآثم، وقال: أعظم الذنوب عند اللَّه ذنب أصرّ عليه عامله، وقال: من أصرّ علي ذنبه اجتري علي سَخطِ ربّه.[25].

[صفحه 120]


صفحه 114، 115، 116، 117، 118، 119، 120.








  1. ثواب الأعمال: 179؛ وسائل الشيعة 359:11؛ البحار 28:6.
  2. الخصال، حديث الأربعمائة: 624؛ البحار 350:73.
  3. احياء الاحياء 96:7.
  4. الجعفريات: 175؛ مستدرک الوسائل 513:2 ح2597.
  5. الکافي 19:8؛ مستدرک الوسائل 127:12 ح13701؛ البحار 19:6؛ تحف العقول، في عهد الأمير للأشتر: 93؛ أمالي الصدوق، مجلس 264:52؛ نهج البلاغة: قصار الحکم 371.
  6. مستدرک الوسائل 127:12 ح13703؛ البحار 208:77.
  7. غرر الحکم: 194 تا 196؛ مستدرک الوسائل 129:12 ح13707.
  8. غرر الحکم: 194؛ مستدرک الوسائل 137:12 ح13715.
  9. تفسير التبيان للطوسي 146:3؛ البحار 15:6.
  10. مستدرک الوسائل 124:12 ح13692.
  11. الجعفريات: 228؛ مستدرک الوسائل 201:5 ح5691.
  12. الخصال، حديث الأربعمائة: 646؛ البحار 21:6.
  13. نهج البلاغة: قصار الحکم 150؛ البحار 37:6.
  14. کنز العمال 222:4 ح10256.
  15. کنز العمال 228:4 ح10287.
  16. کنز العمال 235:4 ح10320.
  17. کنز العمال 238:4 ح10329.
  18. کنز العمال 269:4 ح10449.
  19. دعائم الإسلام 446:2.
  20. تفسير الرازي 168:27.
  21. الحجر: 2.
  22. کنز العمال 832:3 ح8887، تفسير السيوطي 92:4.
  23. تفسير العياشي 384:1، تفسير البرهان 564:1، البحار 212:6.
  24. الجعفريات: 168؛ مستدرک الوسائل 366:11 ح13277.
  25. غرر الحکم: 462 و 187؛ مستدرک الوسائل 368:11 ح13283.