في النهي عن اتباع أهل البدع والأهواء والقياس















في النهي عن اتباع أهل البدع والأهواء والقياس



1/284- محمد بن يعقوب، عن الحسين بن محمّد الأشعري، عن معلّي بن محمّد، عن الحسن بن علي الوشّاء، وعدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن‏فضّال، جميعاً، عن عاصم بن حميد، عن محمّد بن مسلم، عن أبي‏جعفر عليه‏السلام قال: خطب أميرالمؤمنين عليه‏السلام الناس، فقال:

أيّها الناس إنّما بدءُ وقوع الفتن أهواء تُتبَع وأحکام تُبتدع، يخالف فيها کتاب اللَّه، يتولّي فيها رجال رجالاً، فلو أنّ الباطل خلص لم يخف علي ذي حجي، ولو أنّ الحق خلص لم يکن اختلاف، ولکن يؤخذ من هذا ضِغثٌ ومن هذا ضِغثٌ فيمزجان فيجيئان معاً، فهنالک استحوذ الشيطان علي أوليائه، ونجا الذين سبقت لهم من اللَّه الحسني.[1].

2/285- وعنه، عن محمّد بن يحيي، عن بعض أصحابه، وعليّ بن إبراهيم (عن

[صفحه 102]

أبيه)، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي‏عبداللَّه عليه‏السلام، وعليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن‏محبوب رفعه، عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام أنّه قال:

إنّ من أبغض الخلق إلي اللَّه عزّ وجلّ لرجلين: رجل وکّله إلي نفسه فهو جائر عن قصد السبيل، مشغوف بکلام بدعة، قد لهج بالصوم والصلاة، فهو فتنة لمن افتتن به ضالّ عن هدي من کان قبله، مضلّ لمن اقتدي به في حياته وبعد موته، حمّال خطايا غيره رهن بخطيئته، ورجل قَمش جهلاً في جهّال الناس، عان بأغباش الفتنة، قد سمّاه أشباه الناس عالماً ولم يغن فيه يوماً سالماً، بکر فاستکثر، ما قلّ منه خير ممّا کثر، حتّي إذا ارتوي من آجن واکتنز من غير طائل، جلس بين الناس قاضياً ضامناً لتخليص ما التبس علي غيره، وإن خالف قاضياً سبقه، لم يأمن أن ينقض حکمه من يأتي بعده کفعله بمن کان قبله، وإن نزلت به إحدي المهمّات المعضلات هيأ لها حشواً من رأيه ثمّ قطع به، فهو مِن لبس الشبهات في مثل غزل العنکبوت لا يدري أصاب أم أخطأ، لا يحسب العلم في شي‏ء ممّا أنکر، ولا يري أنّ وراء ما بلغ فيه مذهباً، إن قاس شيئاً بشي‏ء لم يکذّب نظره، وإن أظلم عليه أمر اکتتم به لما يعلم من جهل نفسه لکيلا يُقال له لا يعلم، ثمّ جسر فقضي، فهو مفتاح عشوات، رکّاب شبهات، خبّاط جهالات، لا يعتذر ممّا لا يعلم فيسلم، ولا يعضّ في العلم بضرس قاطع فيغنم، يذري الروايات ذرو الريح الهشيم، تبکي منه المواريث، وتصرخ منه الدماء، يستحلّ بقضائه الحرام ويحرّم بقضائه الفرج الحلال، لاملئ بإصدار ما عليه ورد، ولا هو أهل لما منه فرط من ادعائه علم الحق.[2].

3/286- وعنه، عن عليّ بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن

[صفحه 103]

صدقة، قال: حدّثني جعفر، عن أبيه عليهماالسلام أنّ علياً عليه‏السلام قال: من نصب نفسه للقياس لم يزل دهره في التباس، ومن دان اللَّه بالرأي لم يزل دهره في ارتماس.[3].

4/287- أحمد بن أبي‏عبداللَّه البرقي، عن أبيه، عن عبداللَّه بن المغيرة، ومحمّد ابن‏سنان، عن طلحة بن زيد، عن أبي‏عبداللَّه، عن أبيه، قال: قال أمير المؤمنين عليه‏السلام: لا رأي في الدين.[4].

5/288- أحمد بن أبي‏عبداللَّه البرقي، عن القاسم بن يحيي، عن جدّه الحسن بن راشد، عن محمّد بن مسلم، عن أبي‏عبداللَّه عليه‏السلام في کتابه آداب أمير المؤمنين عليه‏السلام قال: لاتقيسواالدين فإن أمر اللَّه لايقاس، وسيأتي قوم يقيسون هم أعداء الدين.[5].

6/289- عن عليّ عليه‏السلام: لا تقيسوا الدين، فإنّ الدين لا يقاس، وأوّل من قاس إبليس.[6].

7/290- أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، عن أبيه، عن هارون بن الجهم، عن حفص بن عمرو، عن أبي‏عبداللَّه، عن أبيه، عن عليّ صلوات اللَّه عليه، قال: من مشي إلي صاحب بدعة فوقّره، فقد مشي في هدم الإسلام.[7].

8/291- عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن بعض أصحابنا رفعه، قال: قال أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه في کلام ذکره:

إنّ المؤمن لم يأخذ دينه عن رأيه، ولکن أتاه عن ربّه فأخذ به.[8].

9/292- عن عليّ صلوات اللَّه عليه، قال:

علّموا صبيانکم من علمنا ما ينفعهم اللَّه به لا تغلب عليهم المرجئة برأيها، ولا

[صفحه 104]

تقيسوا الدين فإنّ من الدين ما لا يقاس، وسيأتي أقوام يقيسون فهم أعداء الدين، وأوّل من قاس إبليس، إيّاکم والجدال فإنّه يورث الشک، ومن تخلّف عنّا هلک.[9].

10/293- قال علي صلوات اللَّه عليه: إذا سمعتم العلم فاکظموا عليه، ولا تخلطوه بهزل فتمجّه القلوب.[10].

11/294- عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسي، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن عمر بن اُذينة، عن أبان بن أبي‏عيّاش، عن سليم بن قيس الهلالي، عن أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه في حديث طويل، قال:

ومن عمي نسي الذکر واتّبع الظن، وبارز خالقه، إلي أن قال: ومن نجا من ذلک فمن فضل اليقين.[11].

12/295- ابن‏المتوکلّ، عن عليّ، عن أبيه، عن الريّان بن الصلت، عن عليّ بن موسي الرضا عليه‏السلام، عن أبيه، عن آبائه، عن أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه، قال:

قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: قال اللَّه عزّ وجلّ: ما آمن بي من فسّر برأيه کلامي، وما عرفني من شبّهني بخلقي، ولا علي ديني من استعمل القياس في ديني.[12].

13/296- عليّ بن محمّد الخزاز، عن الحسين بن محمّد بن سعيد، عن محمّد بن أحمد الصفواني، عن مروان بن محمّد السنجاري، عن أبي‏يحيي التميمي، عن يحيي البکّاء، عن عليّ عليه‏السلام قال:

قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: ستفترق اُمّتي علي ثلاث وسبعين فرقة: فرقة منها ناجية والباقون هالکون، والناجون الذين يتمسّکون بولايتکم، ويقتبسون من عملکم،

[صفحه 105]

ولا يعملون برأيهم، فاُولئک ما عليهم من سبيل، الحديث.[13].

14/297- عن بعض أصحابنا، عن معاوية بن ميسرة بن شريح، قال: شهدت أبا عبداللَّه عليه‏السلام في مسجد الخيف وهو في حلقة فيها نحو من مائتي رجل، وفيهم عبداللَّه ابن‏شبرمة، فقال له: يا أبا عبداللَّه إنّا نقضي بالعراق فنقضي بالکتاب والسنّة، ثمّ ترد علينا المسألة فنجتهد فيها بالرأي، إلي أن قال: فقال أبو عبداللَّه عليه‏السلام: فأي رجل کان عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام؟ فأطراه ابن‏شبرمة وقال فيه قولاً عظيماً، فقال له أبو عبداللَّه عليه‏السلام: فإنّ علياً صلوات اللَّه عليه أبي أن يدخل في دين اللَّه الرأي، وأن يقول في شي‏ء من دين اللَّه بالرأي والمقاييس، إلي أن قال: لو علم ابن‏شبرمة من أين هلک الناس ما دان بالمقاييس ولا عمل بها.[14].

15/298- محمّد بن أحمد بن عليّ، قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام:

من أخذ دينه من أفواه الرجال أزالته الرجال، ومن أخذ دينه من الکتاب والسنّة زالت الجبال ولم يزل.[15].

16/299- محمّد بن الحسين الرضي، عن أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه في خطبة له، قال:

وناضر قلب اللبيب به يبصر أمده، ويعرف غوره ونجده، داعٍ دعا، وراع رعي، فاستجيبوا للداعي واتبعوا الراعي، قد خاضوا بحار الفتن وأخذوا بالبدع دون السنن، وأرَزَ المؤمنون، ونطقَ الضالون المکذّبون، ونحن الشعار والأصحاب، والخزنة والأبواب، ولا تؤتي البيوت إلّا من أبوابها، فمن أتاها من غير أبوابها سُمّي سارقاً، إلي أن قال عليه‏السلام: وإنّ العامل بغير علمٍ کالسائر علي غير طريق، فلا يزيده

[صفحه 106]

بعده عن الطريق إلّا بعداً عن حاجته، وإنّ العامل بالعلم کالسائر علي الطريق الواضح، فلينظر ناظر أسائر هو أم راجع.[16].

17/300- محمّد بن أبي‏القاسم الطبري، عن إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم البصري، عن محمّد بن الحسين بن عتبة، عن محمّد بن الحسين بن أحمد الفقيه، عن حمويه بن عليّ بن حمويه، عن محمّد بن عبداللَّه بن المطلب الشيباني، عن محمّد بن علي بن مهدي الکندي، عن محمّد بن عليّ بن عمر بن طريف الحجري، عن أبيه، عن جميل بن صالح، عن أبي‏خالد الکابلي، عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين صلوات اللَّه عليه في حديثٍ إنّه سئل عن اختلاف الشيعة، فقال:

إنّ دين اللَّه لا يعرف بالرجال، بل بآية الحقّ، فاعرف الحقّ تعرف أهله، إنّ الحقّ أحسن الحديث، والصادع به مجاهد، وبالحقّ أخبرک فارعني سمعک.[17].

18/301- عن عليّ عليه‏السلام في خطبة له: فلا تقولوا ما لا تعرفون فإنّ أکثر الحقّ فيما تنکرون، إلي أن قال عليه‏السلام: فلا تستعمل الرأي فيما لا يدرک قعره البصر، ولا تتغلغل إليه الفکر.[18].

19/302- محمّد بن الحسين الرضيّ، عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام في کتابه إلي عثمان بن حنيف عامله علي البصرة:

أمّا بعد يا ابن‏حنيف فقد بلغني أنّ رجلاً من فتية أهل البصرة دعاک إلي مأدبة فأسرعت إليها، تستطاب لک الألوان وتنقل (إليک) الجفان، وما ظننت أنک تجيب إلي طعام قوم عائلهم مجفوّ، وغنيّهم مدعوّ، فانظر إلي ما تقضمه من هذا المقضم، فما اشتبه عليک علمه فالفظه، وما أيقنت بطيب وجوهه فَنَل منه.[19].

[صفحه 107]

20/303- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام في کتابه إلي مالک الأشتر:

اختر للحکم بين الناس أفضل رعيّتک في نفسک ممّن لا تضيق به الاُمور، إلي أن قال: أوقفهم في الشبهات، وآخذهم بالحجج، وأقلهم تبرّماً بمراجعة الخصم، وأصبرهم علي تکشّف الاُمور، وأصرمهم عند اتّضاح الحکم.[20].

21/304- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام إنّه قال في وصيّته لولده الحسن:

يا بني دع القول فيما لا تعرف، والخطاب فيما لا تکلّف، وأمسک عن طريق إذا خفت ضلالته، فإنّ الکفّ عند حيرة الضلال خير من رکوب الأهوال، إلي أن قال عليه‏السلام: وابدأ قبل ذلک بالاستعانة بالهک، والرغبة إليه في توفيقک، وترک کلّ شائبة أولجتک في شبهة، أو أسلمتک إلي ضلالة.[21].

22/305- عن علي عليه‏السلام أنّه قال في خطبة له:

فيا عجباً وما لي لا أعجب من خطأ هذه الفرق علي اختلاف حججها في دينها، لا يقتفون أثر نبيّ، ولا يقتدون بعمل وصيّ، يعملون في الشبهات، ويسيرون في الشهوات، المعروف فيهم ما عرفوا، والمنکر عندهم ما أنکروا، مفزعهم في المعضلات إلي أنفسهم، وتعويلهم في المبهمات علي آرائهم، کأنّ کلّ امرئ منهم إمام نفسه، قد أخذ منها فيما يري بعري وثيقات وأسباب محکمات.[22].

23/306- قال علي عليه‏السلام:

وإنّما سميّت الشبهة شبهة لأنها تشبه الحق، فأمّا أولياء اللَّه فضياؤهم فيها اليقين، ودليلهم سَمتُ الهدي، وأمّا أعداء اللَّه فدعاؤهم فيها الضلال، ودليلهم العمي.[23].

[صفحه 108]

24/307- قال علي عليه‏السلام:

إنّ من صرحت له العبرُ عمّا بين يديه من المثلات، حجزته التقوي عن تقحّم الشبهات.[24].

25/308- عليّ بن طاووس، نقلاً عن کتاب الرسائل لمحمد بن يعقوب الکليني، بإسناده إلي جعفر بن عنبسة، عن عبّاد بن زياد الأسدي، عن عمرو بن أبي‏المقدام، عن أبي‏جعفر عليه‏السلام في وصية أميرالمؤمنين عليه‏السلام لولده الحسن عليه‏السلام:

من الوالد الفاني المقرّ للزمان، إلي أن قال عليه‏السلام: واعلم يا بنيّ إنّ أحبّ ما أنت آخذ به من وصيّتي إليک تقوي اللَّه والاقتصار علي ما افترض عليک، والأخذ بما مضي عليه سلفک من آبائک والصالحون من أهل بيتک؛ فإنّهم لن يدعوا أن نظروا لأنفسهم کما أنت ناظر، وفکّروا کما أنت مفکّر، ثمّ ردّهم آخر ذلک إلي الأخذ بما عرفوا والإمساک عمّا لم يکلّفوا، فليکن طلبک لذلک بتفهّم وتعلّم، لا بتورّد الشبهات وعلوّ الخصومات، وابدأ قبل نظرک في ذلک بالإستعانة بإلهک والرغبة إليه في التوفيق، ونبذ کلّ شائبة أدخلت عليک شبهة، أو أسلمتک إلي ضلالة، الحديث.[25].

26/309- عن السکوني، عن جعفر، عن أبيه، عن عليّ عليه‏السلام قال:

الوقوف في الشبهة خير من الإقتحام في الهلکة، وترکک حديثاً لم تروه خير من روايتک حديثاً لم تحصه.[26].

27/310- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام قال: إيّاکم والقياس في الأحکام، فإنّه أوّل من قاس إبليس.[27].

[صفحه 109]

28/311- عن عليّ عليه‏السلام أنّه قال في حديث: فإذا کان کذلک، اتّخذ الناس رؤساء جهّالاً، يفتون بالرأي ويترکون الآثار فيضلّون ويُضلّون، فعند ذلک هلکت هذه الاُمّة.[28].

29/312- سليم بن قيس الهلالي، قال: قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام في حديث:

وأدني ما يصير به کافراً، أن يدين بشي‏ء، فيزعم أنّ اللَّه أمره به ما نهي اللَّه عنه، ثمّ ينصبه ديناً فيتبرّأ ويتولّي، ويزعم أنّ اللَّه يأمر به، الخبر.[29].

30/313- (الجعفريات)، عن محمّد بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ عليه‏السلام قال:

قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: إنّ بين يدي الساعة نيفاً وسبعين رجلاً، وما من رجل يدعو إلي بدعة فيتبعه رجل واحد إلّا وجده يوم القيامة لازماً لا يفارقه حتّي يسأل عنه، ثم تلا رسول اللَّه صلي الله عليه و آله «وقفوهم إنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ»[30] فالمسألة من اللَّه أخذ، والأخذ من اللَّه تعالي عذاب.[31].

31/314- وبهذا الإسناد، عن علي بن أبي‏طالب عليه‏السلام قال:

قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: أبي اللَّه لصاحب البدعة بالتوبة، إلي أن قال: أمّا صاحب البدعة فقد اُشرب قلبه حبّها، الخبر.[32].

32/315- روي عن أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه، أنّه قال:

ترد علي أحدهم القضية في حکم من الأحکام، فيحکم فيها برأيه، ثمّ ترد تلک القضية بعينها علي غيره، فيحکم بخلاف قوله، ثمّ يجتمع القضاء بذلک عند الإمام

[صفحه 110]

الذي استقضاهم فيصوّب آراءهم جميعاً، وإلههم واحد، ونبيّهم واحد، وکتابهم واحد، أفأمرهم اللَّه سبحانه بالاختلاف فأطاعوه أم نهاهم عنه فعصوه... أم أنزل اللَّه سبحانه ديناً تاماً فقصّر الرسول صلي الله عليه و آله عن تبليغه وأدائه، واللَّه سبحانه يقول: «مَا فَرَّطْنَا فِي الْکِتَابِ مِنْ شَيْ‏ءٍ»[33] وفيه تبيانٌ لکلّ شي‏ء، وذکر أنّ الکتاب يصدّق بعضه بعضاً، وأنّه لا اختلاف فيه، فقال سبحانه: «وَلَوْ کَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافاً کَثِيراً»[34] وإنّ القرآن ظاهره أنيق وباطنه عميق، لا تفني عجائبه، ولا تنقضي غرائبه، ولا تکشف الظلمات إلّا به.[35].

33/316- الجعابي، عن ابن‏عقدة، عن عبيد بن حمدون، عن الحسن بن ظريف، قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه‏السلام يقول:... وکان عليّ عليه‏السلام يقول:

لو اختصم إليّ رجلان فقضيت بينهما، ثمّ مکثا أحوالاً کثيرة ثمّ أتياني في ذلک الأمر، لقضيت بينهما قضاءاً واحداً؛ لأنّ القضاء لا يحول ولا يزول أبداً.[36].

34/317- روي أنّ علياً عليه‏السلام قال:

أيها الناس عليکم بالطاعة والمعرفة بمن لا تعتذرون بجهالته، فإنّ العلم الذي هبط به آدم وجميع ما فضلّت به النبيّون إلي خاتم النبيين، في عترة نبيّکم محمّد صلي الله عليه و آله فأنا يتاه بکم، بل أنّي تذهبون!؟ يا مَن نَسِخَ من أصلاب السفينة، هذه مثلها فيکم فارکبوها، فکما نجا في هاتيک من نجا فکذلک ينجو في هذه من دخلها، أنا رهين بذلک قسماً حقاً، وما أنا من المتکلّفين، والويل لمن تخلّف ثمّ الويل لمن تخلّف، أما بلغکم ما قال فيکم نبيّکم صلي الله عليه و آله حيث يقول في حجّة الوداع: إنّي تارک فيکم الثقلين ما إن تمسّکتم بهما لن تضلّوا، کتاب اللَّه وعترتي أهل بيتي، وإنّهما لن يفترقا حتّي يردا

[صفحه 111]

عليّ الحوض، فانظروا کيف تخلفوني فيهما، ألا هذا عذب فرات فاشربوا، وهذا ملحٌ اُجاجٌ فاجتنبوا.[37].

35/318- محمد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيي، عن بعض أصحابه، عن هارون ابن‏مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي‏عبداللَّه عليه‏السلام قال: قال أمير المؤمنين صلوات اللَّه عليه:

أيّها الناس إنّ اللَّه تبارک وتعالي أرسل اليکم الرسول صلي الله عليه و آله وأنزل إليه الکتاب بالحقّ وأنتم أميّون عن الکتاب ومن أنزله، وعن الرسول ومن أرسله، علي حين فترة من الرسل وطول هجعة من الاُمم وانبساط من الجهل واعتراض من الفتنة، وانتقاض من المبرم، وعمي عن الحق واعتساف من الجور، وامتحاق من الدين، وتلظّي من الحروب، علي حين اصفرار من رياض جنّات الدنيا ويبس من أغصانها، وانتثار من ورقها، ويأس من ثمرها واغورارٍ من مائها، وقد درست أعلام الهدي فظهرت أعلام الردي، فالدنيا متجهّمة في وجوه أهلها مکفهرّة مدبرة غير مقبلة، ثمرتها الفتنة، وطعامها الجيفة، وشعارها الخوف ودثارها السيف، مزّقتم کلّ ممزّق، وقد أعمت عيون أهلها، وأظلمت عليها أيّامها، قد قطعوا أرحامهم وسفکوا دمائهم ودفنوا في التراب الموؤدة بينهم من أولادهم، يجتاز دونهم طيب العيش ورفاهية خفوض الدنيا، لا يرجون اللَّه ثواباً ولا يخافون اللَّه عقاباً، حيّهم أعمي نجس، وميّتهم في الناس مبلس، فجاءهم بنسخة ما في الصحف الاُولي وتصديق الذي بين يديه، وتفصيل الحلال من ريب الحرام، ذلک القرآن فاستنطقوه ولن ينطق لکم، أخبرکم عنه أنّ فيه علم ما مضي وعلم ما يأتي إلي يوم القيامة، وحکم ما بينکم، وبيان ما أصبحتم فيه تختلفون، فلو سألتموني عنه لعلّمتکم.[38].

[صفحه 112]


صفحه 102، 103، 104، 105، 106، 107، 108، 109، 110، 111، 112.








  1. الکافي 54:1.
  2. الکافي 55:1؛ الاحتجاج 621:1 ح 143؛ إحياء الاحياء 159:1.
  3. الکافي 58:1؛ وسائل الشيعة 25:18؛ البحار 299:2؛ قرب الاسناد: 10 ح 35.
  4. محاسن البرقي 323:1 ح 676 باب المقاييس والرأي؛ البحار 315:2؛ وسائل الشيعة 33:18.
  5. محاسن البرقي 339:1 ح 695؛ البحار 308:2؛ وسائل الشيعة 33:18.
  6. کنز العمال 209:1 ح 1049.
  7. وسائل الشيعة 508:11؛ المحاسن 330:1 ح 671.
  8. وسائل الشيعة 26:18؛ الکافي 45:2 ح 1.
  9. وسائل الشيعة 27:18؛ الخصال، باب الأربعمائة: 615؛ البحار 308:2.
  10. إحياء الإحياء 160:1.
  11. الکافي 62:1؛ وسائل الشيعة 25:18.
  12. البحار 291:3؛ وسائل الشيعة 28:18؛ الاحتجاج 383:2 ح 288؛ التوحيد، باب التوحيد: 68 ح 23.
  13. کفاية الأثر: 155؛ وسائل الشيعة 31:18؛ البحار 336:36.
  14. وسائل الشيعة 32:18؛ المحاسن 332:1 ح 675.
  15. وسائل الشيعة 95:18؛ روضة الواعظين، باب في صفات اللَّه: 22.
  16. وسائل الشيعة 97:18؛ نهج‏البلاغة: خ 154.
  17. وسائل الشيعة 97:18؛ أمالي المفيد: 10 مجلس 1؛ بشارة المصطفي: 4.
  18. نهج‏البلاغة: خ 87؛ وسائل الشيعة 116:18.
  19. نهج‏البلاغة: خ 45؛ وسائل الشيعة 116:18.
  20. نهج‏البلاغة: خ 53؛ وسائل الشيعة 116:18.
  21. نهج‏البلاغة: خ 31؛ وسائل الشيعة 117:18.
  22. نهج‏البلاغة: خ 88؛ وسائل الشيعة 117:18.
  23. نهج‏البلاغة: خ 38؛ وسائل الشيعة 117:18.
  24. نهج‏البلاغة: خ 16؛ وسائل الشيعة 117:18.
  25. وسائل الشيعة 125:18؛ نهج‏البلاغة: کتاب 31؛ کشف المحجة: 159.
  26. وسائل الشيعة 126:18؛ تفسير العياشي 8:1؛ المحاسن، باب الدين 340:1 ح 699.
  27. کنز الکراجکي: 297؛ مستدرک الوسائل 257:17 ح 21275.
  28. دعائم الاسلام 96:1؛ مستدرک الوسائل 307:17 ح 21425.
  29. مستدرک الوسائل 310:17 ح 21435؛ کتاب سليم بن قيس: 59.
  30. الصافات: 24.
  31. الجعفريات: 171؛ مستدرک الوسائل 317:12 ح 14192.
  32. الجعفريات: 171؛ مستدرک الوسائل 317:12 ح 14193.
  33. الأنعام: 68.
  34. النساء: 82.
  35. البحار 284:2؛ الحقائق في محاسن الأخلاق: 26؛ نهج‏البلاغة: خ 18.
  36. البحار 172:2.
  37. البحار 285:2؛ الاحتجاج 480:1 ح 117.
  38. الکافي 60:1؛ نهج‏البلاغة: خ 89.