في المستأكل بعلمه والمُباهي به















في المستأکل بعلمه والمُباهي به‏



1/205- محمد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، وعليّ بن إبراهيم، عن أبيه، جميعاً، عن حمّاد بن عيسي، عن عمر بن اُذينة، عن أبان ابن‏أبي‏عياش، عن سليم بن قيس، قال: سمعت أميرالمؤمنين عليه‏السلام يقول: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: منهومان لا يشبعان طالب دنياً وطالب علم، فمن اقتصر من الدنيا علي ما أحلّ اللَّه له سلم، ومن تناولها من غير حلّها هلک، إلّا أن يتوب أو يراجع، ومن أخذ العلم من أهله وعمل بعلمه نجا، ومن أراد به الدنيا فهي حظّه.[1].

2/206- حدّثنا محمّد بن موسي بن المتوکّل، قال: حدّثنا عليّ بن الحسين السعد آبادي، قال: حدّثنا أحمد بن أبي‏عبداللَّه البرقي، عن محمّد بن سنان، عن أبي‏الجارود زياد بن المنذر، عن سعد بن علاقة، قال: قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام:

طلبة هذا العلم علي ثلاثة أصناف، ألا فاعرفوهم بصفاتهم وأعيانهم: صنف

[صفحه 68]

منهم يتعلمون العلم للمراء والجهل، وصنف منهم يتعلّمون للإستطالة والختل، وصنف منهم يتعلّمون للفقه والعقل، فأمّا صاحب المراء والجهل تراه مؤدباً ممارياً للرجال في أندية المقال، وقد تسربل بالتخشع وتخلّي من الورع، فدقّ اللَّه من هذا حيزومه وقطع منه خيشومه، وأمّا صاحب الإستطالة والختل فإنّه يستطيل علي أشباهه من أشکاله، ويتواضع للأغنياء من دونهم، فهو لحلوائهم هاضم ولدينه حاطم، فأعمي اللَّه من هذا بصره، وقطع من آثار العلماء أثره، وأمّا صاحب الفقه والعقل تراه ذا کآبة وحزن، قد قام الليل في حندسه وقد انحني في برنسه، يعمل ويخشي خائفاً وجلاً من کلّ أحد إلّا من کان ثقة من اخوانه، فشدّ اللَّه من هذا أرکانه وأعطاه يوم القيامة أمانه.[2].

[صفحه 69]


صفحه 68، 69.








  1. الکافي 46:1؛ البحار 34:2.
  2. الخصال، باب الثلاثة: 194؛ روضة الواعظين، باب ماهيّة العلوم: 9؛ البحار 46:2.