في استعمال العلم
العلماء رجلان: رجلٌ عالم آخذ بعلمه فهو ناجٍ، وعالم تارک لعلمه فهذا هالک، وإنّ أهل النار ليتأذّون من ريح العالم التارک لعلمه، وإنّ أشدّ أهل النار ندامةً وحسرةً رجلٌ دعا عبداً إلي اللَّه فاستجاب له وقبل منه فأطاع اللَّه، فأدخله اللَّه الجنّة وأدخل الداعي النار بترکه علمه واتّباعه الهوي وطول الأمل، أمّا اتّباع الهوي فيصد عن الحق وطول الأمل ينسي الآخرة.[1]. 2/192- وعنه، عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، رفعه، قال: قال أميرالمؤمنين عليهالسلام في کلام له خطب به علي المنبر: [صفحه 64] أيّها الناس إذا علمتم فاعملوا بما علمتم لعلّکم تهتدون، إنّ العالم العامل بغيره کالجاهل الحائر الذي لا يستفيق عن جهله؛ بل قد رأيت أنّ الحجة عليه أعظم، والحسرة أدوم علي هذا العالم المنسلخ من علمه منها علي هذا الجاهل المتحيّر في جهله، وکلاهما حائر بائر، ولا ترتابوا فتشکّوا ولا تشکّوا فتکفروا، ولا ترخّصوا لأنفسکم فتدهنوا، ولا تدهنوا في الحقّ فتخسروا، وإنّ من الحق أن تفقّهوا، ومن الفقه أن لا تغترّوا، وإنّ أنصحکم لنفسه أطوعکم لربّه، وأغشّکم لنفسه أعصاکم لربّه، ومن يُطع اللَّه يأمن ويستبشر، ومن يعص اللَّه يخب ويندم.[2]. 3/193- عن عليّ عليهالسلام قال: تزاوروا وتدارسوا الحديث ولا تترکوه يُدرَس.[3]. 4/194- عن أبيالطفيل قال: سمعت عليّاً عليهالسلام يقول: أيّها الناس تُحبّون أن يُکذَّب اللَّه ورسوله، حدّثوا الناس بما يعرفون ودعوا ما ينکرون.[4]. 5/195- الصدوق، حدّثنا عليّ بن عبداللَّه الورّاق، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد مهدويه القزويني، قال: حدّثنا داود بن سليمان الغازي، عن أبيالحسن عليّ بن موسي الرضا عليهالسلام، عن أبيه، عن آبائه، عن أميرالمؤمنين عليهالسلام أنّه قال: الدنيا کلّها جهل إلّا مواضع العلم، والعلم کلّه حجّة إلّا ما عمل به، والعمل کلّه رياء إلّا ما کان مخلصاً، والإخلاص علي خطر عظيم حتّي ينظر العبد بما يختم به.[5]. 6/196- الطوسي، أخبرنا جماعة، عن أبيالمفضّل، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد أبوالقاسم الموسوي في منزله بمکّة، قال: حدّثني عبيد اللَّه بن أحمد بن نهيک الکوفي بمکّة، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد القمي الأشعري، قال: حدّثني عبداللَّه بن ميمون القدّاح، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن عليّ صلوات اللَّه عليه، قال: [صفحه 65] جاء رجل من الأنصار إلي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فقال: يا رسول اللَّه ما حقّ العلم؟! قال: الانصات له، قال: ثمّ مَه؟ قال: الإستماع له، قال: ثمّ مَه؟ قال: ثمّ الحفظ، قال: ثمّ مَه يا نبيّ اللَّه؟! قال: العمل به، قال: ثمّ مَه؟ قال: نشره.[6]. 7/197- قال علي عليهالسلام: أشدّ الناس عذاباً يوم القيامة من عُلّم علماً فلم يَنتفع به.[7]. 8/198- قال علي عليهالسلام: تعلّموا ما شئتم أن تعلموا، فإنّکم لن تنتفعوا به حتّي تعملوا به، وإنّ العلماء همّتهم الرعاية، وإنّ السفهاء همّتهم الرواية.[8]. 9/199- قال علي عليهالسلام: إنّ اللَّه تعالي أوحي إلي بعض أنبيائه في بعض وحيه: قل للذين يتفقّهون لغير الدين ويتعلّمون لغير العمل، ويطلبون الدنيا بعمل الآخرة، يلبسون للناس مسوک الضأن وقلوبهم قلوب الذئاب، وألسنتهم أحلي من العسل وأعمالهم أمرّ من الصبر، إيّاي يخادعون وفيّ يغترّون، وبديني يستهزؤن، لأتيحنّ لهم فتنة تدع الحکيم منکم حيراناً.[9]. 10/200- عن علي عليهالسلام: جاء رجل إلي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، قال: ما ينفي عني حجة الجهل؟ قال: العلم، قال: فما ينفي عنّي حجّة العلم؟ قال: العمل.[10]. 11/201- قال أميرالمؤمنين عليهالسلام: لا تجعلوا علمکم جهلاً ويقينکم شکّاً، وإذا علمتم فاعملوا، وإذا تيقّنتم [صفحه 66] فاقدموا.[11]. 12/202- قال علي عليهالسلام: العلم مقرون بالعمل، فمن علم عمل، والعلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلّا ارتحل عنه.[12]. 13/203- عن عليّ عليهالسلام أنّه قال: يا حملة القرآن اعملوا به فإنّ العالم من عمل بما علم ووافق عمله علمه، وسيکون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم، يخالف سريرتهم علانيتهم، ويخالف عملهم علمهم، يجلسون حِلقاً فيباهي بعضهم بعضاً، حتّي أنّ أحدهم ليغضب علي جليسه حين يجلس إلي غيره ويدعه، اُولئک لا تصعد أعمالهم في مجالستهم تلک إلي اللَّه.[13]. 14/204- قال علي عليهالسلام: مثل من يعلم ويعلّم ولا يعمل، کمثل السراج يضيء لغيره ويحرق نفسه، والعالم هو الهارب من الدنيا لا الراغب فيها؛ لأنّ علمه دلّ علي أنّه سمّ قاتل، فحمله علي الهرب من المهلکة، فإذا التقم السمّ عرف الناس أنّه کاذب فيما يقول.[14]. [صفحه 67]
1/191- محمد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن حمّاد بن عيسي، عن عمر بن اُذينة، عن أبان بن أبيعيّاش، عن سليم بن قيس الهلالي، قال: سمعت أميرالمؤمنين عليهالسلام يحدّث عن النبي صلي الله عليه و آله أنّه قال في کلام له:
صفحه 64، 65، 66، 67.