في صفات العلماء وآدابهم
2/139- عن أميرالمؤمنين عليهالسلام: أولي العلم بک ما لا يصلح لک العمل إلّا به، وأوجب العلم عليک ما أنت مسؤول عنه، وألزم العلم لک ما دلّک علي صلاح قلبک، وأظهر لک فساده، وأحمد العلم ما فيه ما زاد في عملک العاجل، فلا تشغلنّ بعلم لا يضرّک جهله، ولا تغفلنّ عن علم يزيد في جهلک ترکه.[2]. 3/140- قال علي عليهالسلام: قطَع العلم عذر المتعلّلين.[3]. 4/141- قال علي عليهالسلام: تعلّموا العلم، وتعلّموا للعلم السکينة والحلم، [صفحه 50] ولا تکونوا جبابرة العلماء فلا يقوم علمکم بجهلکم.[4]. 5/142- ابنالوليد، عن الصّفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن الفارسي، عن الجعفري، عن أبيه، عن الصادق، عن آبائه، عن علي عليهالسلام قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: ما جمع شيء إلي شيء أفضل من علم إلي حلم.[5]. 6/143- قال علي عليهالسلام: کن کالطبيب الرفيق (الشقيق) الذي يضع الدواء بحيث ينفع.[6]. 7/144- جماعة، عن أبيالمفضّل، عن عبدالرزاق بن سليمان، عن الفضل بن المفضّل بن قيس، عن حمّاد بن عيسي، عن ابناُذينة، عن أبان بن أبيعيّاش، عن سليم بن قيس، عن عليّ بن أبيطالب عليهالسلام قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: من فقه الرجل قلّة کلامه فيما لا يعنيه.[7]. 8/145- ابنالصلت، عن ابنعقدة، عن محمّد بن عيسي الضرير، عن محمّد بن زکريا المکي، عن کثير بن طارق، عن زيد، عن أبيه عليّ بن الحسين عليهالسلام قال: سُئل عليّ بن أبيطالب عليهالسلام: مَن أفصح الناس؟ قال: المجيب المسکت عند بديهة السؤال.[8]. 9/146- قال أميرالمؤمنين عليهالسلام في کلامٍ له: والناس منقوصون مدخولون إلّا مَن عصم اللَّه، سائلهم متعنّت، ومجيبهم متکلّف، يکاد أفضلهم رأياً يردّه عن فضل رأيه الرضاءُ والسخط، ويکاد أصلبهم عوداً تنکاه اللّحظة وتستحيله الکلمة الواحدة.[9]. [صفحه 51] 10/147- قال علي عليهالسلام: من نصب نفسه للناس إماماً فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليکن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه، ومعلّم نفسه ومؤدّبها أحقّ بالإجلال من معلّم الناس ومؤدّبهم.[10]. 11/148- قال علي عليهالسلام: إنّ أوضع العلم ما وقف علي اللّسان، وأرفعه ما ظهر في الجوارح والأرکان.[11]. 12/149- قال علي عليهالسلام: العالم من عرف قدره، وکفي بالمرء جهلاً أن لا يعرف قدره، وإنّ أبغض الرجال إلي اللَّه تعالي لعبداً وکّله اللَّه إلي نفسه، جائراً عن قصد السبيل، سائراً بغير دليل، إن دُعي إلي حرث الدنيا عمل، وإن دُعي إلي حرث الآخرة کسل، کأنّ ما عمل له واجب عليه، وکأنّ ما وني فيه ساقط عنه.[12]. 13/150- قال أميرالمؤمنين عليهالسلام: رأس العلم الرفق، وآفته الخرق.[13]. 14/151- قال عليّ بن أبيطالب عليهالسلام: عين العلم من العلو، ولامه من اللطف، وميمه من المروءة.[14]. 15/152- قال علي عليهالسلام: زلّة العالم کانکسار السفينة، تَغرق وتُغرق.[15]. 16/153- قال علي عليهالسلام: الآداب تلقيح الأفهام، ونتائج الأذهان.[16]. 17/154- ابنعقدة، عن أحمد بن محمّد الدينوري، عن عليّ بن الحسن الکوفي، [صفحه 52] عن عميرة بنت أوس، قالت: حدّثني جدّي الخضر بن عبدالرحمن، عن أبيه، عن جدّه عمرو بن سعيد، عن أميرالمؤمنين عليهالسلام أنّه قال لحذيفة بن اليمان: يا حذيفة لا تحدّث الناس بما لا يعلمون فيطغوا ويکفروا، إنّ من العلم صعباً شديداً محمله، لو حملته الجبال عجزت عن حمله، إنّ علمنا أهل البيت يستنکر ويبطل، وتقتل رواته، ويُساء إلي مَن يتلوه بغياً وحسداً لما فضّل اللَّه به عترة الوصيّ وصيّ النبي صلي الله عليه و آله.[17]. 18/155- قال أميرالمؤمنين عليهالسلام: لا خير في الصمت عن الحکم، کما أنّه لا خير في القول بالجهل.[18]. 19/156- الحسن بن محمّد الطوسي، عن أبيه، عن المفيد، عن عمر بن محمّد، عن عليّ بن مهرويه، عن داود بن سليمان، عن الرضا، عن آبائه، عن علي عليهالسلام قال: الملوک حکّام علي الناس، والعلم حاکم عليهم، وحسبک من العلم أن تخشي اللَّه، وحسبک من الجهل أن تعجب بعلمک(157).[19]. 20/157- قال علي عليهالسلام: کفي بالعلم شرفاً أن يدّعيه من لا يحسنه، ويفرح إذا نسب إليه، وکفي بالجهل ذمّاً أن يبرأ منه من هو فيه.[20]. 21/158- الإمام أبومحمّد العسکري عليهالسلام قال: قيل لأمير المؤمنين صلوات اللَّه عليه: مَن خير الخلق بعد أئمة الهدي ومصابيح الدجي؟ قال: العلماء إذا صلحوا، قيل: فمن شرار خلق اللَّه بعد إبليس وفرعون وبعد المتسمّين بأسماءکم والمتلقّبين بألقابکم والآخذين لأمکنتکم والمتأمّرين في ممالککم؟ قال: العلماء إذا فسدوا، [صفحه 53] وأنّهم المظهرون للأباطيل، الکاتمون للحقائق، وفيهم قال اللَّه عزّ وجلّ: «اُولئِکَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ»[21] [22]. 22/159- محمد بن يعقوب، عدّةٌ من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد البرقي، عن إسماعيل بن مهران، عن أبيسعيد القمّاط، عن الحلبي، عن أبيعبداللَّه عليهالسلام قال: قال أميرالمؤمنين عليهالسلام: ألا أخبرکم بالفقيه حقّ الفقيه، من لم يُقنِّط الناس من رحمة اللَّه، ولم يؤمنهم من عذاب اللَّه، ولم يرخّص لهم في معاصي اللَّه، ولم يترک القرآن رغبة عنه إلي غيره، ألا لا خير في علمٍ ليس فيه تفهّم، ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبّر، ألا لا خير في عبادةٍ ليس فيها تفکّر. وفي رواية اُخري: ألا لا خير في علمٍ ليس فيه تفهّم، ألا لا خير في قراءةٍ ليس فيها تدبّر، ألا لا خير في عبادةٍ لا فقه فيها، ألا لا خير في نُسکٍ لا ورع فيه.[23]. 23/160- أحمد بن عبداللَّه، عن أحمد بن محمّد البرقي، عن بعض أصحابه رفعه، قال: قال أميرالمؤمنين عليهالسلام: لا يکون السفه والغرّة في قلب العالم.[24]. 24/161- عن عليّ عليهالسلام: نعم الرجل الفقيه، إن احتيج إليه انتُفع به، وإن استغني عنه أغني نفسه.[25]. 25/162- عن عليّ عليهالسلام: الفقهاء اُمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا، ويتبعوا السلطان، فإذا فعلوا ذلک [صفحه 54] فاحذروهم.[26]. 26/163- عن عليّ عليهالسلام: من ازداد علماً ولم يزدَد في الدنيا زهداً، لم يزدَد من اللَّه إلّا بُعداً.[27]. 27/164- عن عليّ عليهالسلام: إنّي لا أتخوّف علي اُمّتي مؤمناً ولا مُشرکاً، أمّا المؤمن فيحجزه إيمانه، وأمّا المشرک فيقمعه کفره، ولکن أتخوّف عليکم منافقاً، عالم اللّسان يقول ما تعرفون ويعمل ما تنکرون.[28]. 28/165- عن عليّ عليهالسلام قال: إذا قرأت العلم علي العالم فلا بأس أن ترويه عنه.[29]. 29/166- الحافظ أبونعيم، حدّثنا يوسف بن إبراهيم بن موسي السهمي الجرجاني، ثنا عليّ بن محمّد القزويني، ثنا داود بن سليمان القزاز، ثنا عليّ بن موسي الرضا، حدّثني أبي، عن أبيه جعفر، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه عليّ بن أبيطالب رضي اللَّه تعالي عنهم، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: العلم خزائن ومفتاحها السؤال، فاسألوا يرحمکم اللَّه، فإنّه يؤجر فيه أربعة: السائل، والمعلّم، والمستمع، والمجيب لهم.[30]. 30/167- محمد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عليّ بن معبد، عمّن ذکره، عن معاوية بن وهب، عن أبيعبداللَّه عليهالسلام قال: کان أميرالمؤمنين عليهالسلام يقول: يا طالب العلم إنّ للعالم ثلاث علامات: العلم، والحلم، والصمت، وللمتکلف ثلاث علامات: ينازع من فوقه بالمعصية، ويظلم من دونه بالغلبة، ويظاهر [صفحه 55] الظلمة.[31]. 31/168- أحمد بن أبيعبداللَّه البرقي، عن جعفر بن محمّد بن عبيد اللَّه الأشعري، عن ابنالقدّاح- وهو عبداللَّه بن ميمون-، عن أبيعبداللَّه عليهالسلام، عن أبيه، قال: قال علي عليهالسلام في کلامٍ له: لا يستحي العالم إذا سُئل عمّا لا يعلم أن يقول لا علم لي به.[32]. 32/169- قال علي عليهالسلام: لا يخافنّ أحد منکم إلّا ذنبه، ولا يرجو إلّا ربّه، ولا يستحي مَن لا يعلم أن يتعلّم، ولا يستحي مَن يعلم إذا سُئل عمّا لا يعلم أن يقول: اللَّه أعلم، (ما أبردها علي الکبد إذا سُئلتُ عمّا لا أعلم أن أقول اللَّه أعلم).[33]. 33/170- عن عليّ عليهالسلام قال: قال رجل: يا رسول اللَّه ما ينفي عنّي حجة الجهل؟ قال: العلم، فما ينفي عنّي حجّة العلم؟ قال: العمل.[34]. 34/171- عن عليّ عليهالسلام قال: تعلّموا العلم فإذا علمتموه فاکظموا عليه ولا تخلطوه بضحکٍ وباطلٍ فَتَمجَّه القلوب.[35]. 35/172- عن أبيالبُختري وزاذان، قالا: قال عليّ عليهالسلام: وأبردُها علي الکبد إذا سئلتُ عمّا لا أعلمُ أن أقول: اللَّه أعلمُ.[36]. 36/173- عن الصدوق، عن أبيه، عن محمّد بن أبيالقاسم ماجيلويه، عن محمّد [صفحه 56] ابنعلي الصيرفي، عن نصر بن مزاحم، عن عمر بن سعد، عن فضيل بن خديج، عن کميل بن زياد النخعي، قال: کنت مع أميرالمؤمنين عليّ بن أبيطالب عليهالسلام في مسجد الکوفة، وقد صلّينا العشاء الآخرة، فأخذ بيدي حتّي خرجنا من المسجد، فمشي حتّي خرج إلي ظهر الکوفة ولا يکلّمني بکلمة، فلمّا أصحر تنفّس، ثمّ قال: يا کميل إنّ هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها، احفظ منّي ما أقول لک: الناس ثلاثة: عالم ربّاني، ومتعلّم علي سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع کلّ ناعق، يميلون مع کلّ ريح، لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجأوا إلي رکن وثيق، يا کميل العلم خير من المال، العلم يحرسک وأنت تحرس المال، والمال تنقصه النفقة، والعلم يزکو علي الإنفاق، يا کميل صحبة العالم دين يدان به، وتکسبه الطاعة في حياته وجميل الأحدوثة بعد وفاته، يا کميل منفعة المال تزول بزواله، يا کميل مات خزّان الأموال، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة، هاه هاه إنّ هاهنا- وأشار بيده إلي صدره- لعلماً جماً لو أصبت له حملة، بلي أصبت له لَقِناً غير مأمون، يستعمل آلة الدين في الدنيا، ويستظهر بحجج اللَّه علي خلقه وبنعمه علي عباده، ليتّخذه الضعفاء وليجة من دون وليّ الحق أو منقاداً للحکمة لا بصيرة له في أحنائه، يقدح الشک في قلبه بأول عارض لشبهة، ألا لا ذا ولا ذاک، أو منهوماً باللذات سلس القياد بالشهوات، أو مُغرّي بالجمع والإدّخار ليس من رعاة الدين، أقرب شبهاً بهؤلاء الأنعام السائمة، کذلک يموت العلم بموت حامليه، اللّهمّ بلي لا تخلو الأرض من قائم بحجّة ظاهراً مشهوراً، أو مستتراً مغموراً، لئلّا تبطل حجج اللَّه وبيّناته وأين اُولئک؟ واللَّه الأقلّون عدداً الأعظمون خطراً، بهم يحفظ اللَّه حججه حتّي يودعوها نظراءهم ويزرعوها في قلوب أشباههم، هجم بهم العلم علي حقائق الاُمور فباشروا أرواح اليقين واستلانوا ما [صفحه 57] استوعره المترفون، وأنِسُوا بما استوحش منه الجاهلون، صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها متعلّقة بالمحلّ الأعلي، اُولئک خلفاء اللَّه في أرضه والدعاة لدينه، آه آه شوقاً إلي رؤيتهم، وأستغفر اللَّه لي ولکم، ثمّ نزع يده من يدي وقال: انصرف اذا شئت.[37]. [صفحه 58]
1/138- قال أميرالمؤمنين عليهالسلام: وحسبک من العلم أن تخشي اللَّه عزّ وجلّ، وحسبک من الجهل أن تعجب بعقلک، أو قال: بعلمک.[1].
صفحه 50، 51، 52، 53، 54، 55، 56، 57، 58.