في العقل والجهل















في العقل والجهل‏



1/1- محمد بن يعقوب، عن عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن عمرو بن عثمان، عن مفضّل بن صالح، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن عليّ صلوات اللَّه عليه، قال: هبط جبرئيل علي آدم عليه‏السلام فقال: يا آدم إنّي اُمرتُ أن اُخيّرک واحدة من ثلاث فاخترها ودع اثنتين، فقال له آدم: يا جبرئيل وما الثلاث؟ فقال: العقل، والحياء، والدين، فقال آدم: إنّي قد اخترت العقل، فقال جبرئيل للحياء والدين: انصرفا ودعاه، فقالا: يا جبرئيل إنّا اُمرنا أن نکون مع العقل حيث کان، قال: فشأنکما وعرج.[1].

2/2- وعنه، عن أبي‏عبداللَّه الأشعري، عن بعض أصحابنا، رفعه عن هشام ابن‏الحکم، قال: قال لي أبوالحسن موسي بن جعفر عليه‏السلام: يا هشام کان أمير

[صفحه 16]

المؤمنين عليه‏السلام يقول: ما عُبد اللَّه بشي‏ء أفضل من العقل، وما تمّ عقل امرئٍ حتّي يکون فيه خصال شتّي: الکفر والشرّ منه مأمونان، والرشد والخير منه مأمولان، وفضل ماله مبذول، وفضل قوله مکفوف، ونصيبه من الدنيا القوت، لا يشبع من العلم دهره، الذلّ أحبّ إليه مع اللَّه من العزّ مع غيره، والتواضع أحبّ إليه من الشرف، يستکثر قليل المعروف من غيره ويستقلّ کثير المعروف من نفسه، ويري الناس کلّهم خيراً منه وإنّه شرّهم في نفسه، وهو تمام الأمر.[2].

3/3- يا هشام إنّ أميرالمؤمنين عليه‏السلام کان يقول:

إنّ من علامة العاقل أن يکون فيه ثلاث خصال: يجيب إذا سُئل، وينطق إذا عجز القوم عن الکلام، ويشير بالرأي الذي يکون فيه صلاح أهله، فمن لم يکن فيه من هذه الخصال الثلاث شي‏ء فهو أحمق.[3].

4/4-

إنّ أميرالمؤمنين عليه‏السلام قال: لا يجلس في صدر المجلس إلّا رجلٌ فيه هذه الخصال الثلاث، أو واحدة منهنّ، فمن لم يکن فيه شي‏ء منهنّ فجلس فهو أحمق.[4].

5/5- محمد بن يعقوب، عن عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد رفعه، قال: قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: العقل غطاء ستير، والفضل جمال ظاهر، فاستر خلل خلقک بفضلک، وقاتل هواک بعقلک تسلم لک المودّة، وتظهر لک المحبّة.[5].

6/6- وعنه، عن عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن النوفلي، عن السکوني، عن جعفر، عن أبيه عليهماالسلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: إنّ قلوب الجهّال تستفزّها الأطماع، وترتهنها المني، وتستعلقها الخدائع.[6].

[صفحه 17]

7/7- وعنه، عن محمّد بن يحيي رفعه، قال: قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام:

من استحکمت لي فيه خصلة من خصال الخير احتملته عليها واغتفرتُ فَقد ما سواها، ولا اغتفر فَقدَ عقل ولا دين؛ لأنّ مفارقة الدين مفارقة الأمن، فلا يتهنّأ بحياة مع مخافة، وفَقدَ العقل فقد الحياة، ولا يقاس إلّا بالأموات.[7].

8/8- وعنه، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن موسي بن إبراهيم المحاربي، عن الحسن بن موسي، عن موسي بن عبداللَّه، عن ميمون بن عليّ، عن أبي‏عبداللَّه قال: قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: إعجاب المرء بنفسه دليل علي ضعف عقله.[8].

9/9- وعنه، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عبيد اللَّه الدهقان، عن أحمد بن عمر الحلبي، عن يحيي بن عمران، عن أبي‏عبداللَّه عليه‏السلام قال: کان أميرالمؤمنين عليه‏السلام يقول:

بالعقل استُخرج غور الحکمة، وبالحکمة استُخرج غور العقل، وبحسن السياسة يکون الأدب الصالح.[9].

10/10-

عن علي عليه‏السلام قال:

التفکّر حياة قلب البصير، کما يمشي الماشي في الظلمات بالنور بحسن التخلّص وقلّة التربّص.[10].

11/11- الصدوق، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبدالرحمن المروزي المقري، قال: حدّثنا أبوعمرو محمّد بن جعفر المقري الجرجاني، قال: حدّثنا أبوبکر محمّد بن الحسن الموصلي ببغداد، قال: حدّثنا محمّد بن عاصم الطريفي، قال: حدّثنا أبوزيد عيّاش بن يزيد بن الحسن بن عليّ الکحّال مولي زيد بن عليّ، قال: أخبرنا يزيد بن الحسن، قال: حدّثني موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن

[صفحه 18]

علي، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه أمير المؤمنين عليّ ابن أبي‏طالب صلوات اللَّه عليه، قال:

قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: إنّ اللَّه عزّ وجلّ خلق العقل من نور مخزون مکنون في سابق علمه، الذي لم يطّلع عليه نبيّ مرسل، ولا ملک مقرّب، فجعل العلم نفسه، والفهم روحه، والزهد رأسه، والحياء عينيه، والحکمة لسانه، والرأفة همّه، والرحمة قلبه، ثمّ حشّاه وقوّاه بعشرة أشياء: باليقين والايمان والصدق والسکينة، والاخلاص والرِّفق والعطية، والقنوع والتسليم والشکر، ثمّ قال عزّ وجلّ: أدبر فأدبر، ثمّ قال له: أقبل فأقبل، ثمّ قال له: تکلّم فقال: الحمد للَّه الذي ليس له ضدّ ولا نِدّ ولا شبيه ولا کفو ولا عديل ولا مثل، الذي کلّ شي‏ء لعظمته خاضع ذليل، فقال الربّ تبارک وتعالي: وعزّتي وجلالي ما خلقت خلقاً أحسن منک، ولا أطوع لي منک، ولا أرفع منک، ولا أشرف منک، ولا أعزّ منک، بک اُؤاخذ وبک اُعطي، وبک اُوحّد، وبک اُعبد، وبک اُدعي، وبک اُرتجي، وبک اُبتغي، وبک اُخاف، وبک اُحذر، وبک الثواب وبک العقاب.

فخرّ العقل عند ذلک ساجداً فکان في سجوده ألف عام، فقال الربّ تبارک وتعالي: إرفع رأسک وسَل تُعط، واشفع تُشفّع، فرفع العقل رأسه فقال: إلهي أسألک أن تشفعني فيمن خلقتني فيه، فقال اللَّه عزّ وجلّ لملائکته: اُشهدکم أنّي قد شفّعته فيمن خلقته فيه.[11].

12/12- روي عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام، عن النبي صلي الله عليه و آله أنّه قال: ينبغي للعاقل إذا کان عاقلاً، أن يکون له أربع ساعات من النهار: ساعة يناجي فيها ربّه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يأتي أهل العلم الذين يبصّرونه أمر دينه وينصحونه،

[صفحه 19]

وساعة يخلّي بين نفسه ولذّتها من أمر الدنيا فيما يحلّ ويُحمد.[12].

13/13- قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام:

صدر العاقل صندوق سرّه، لا غِني کالعقل، ولا فقر کالجهل، ولا ميراث کالأدب، اعقلوا الخير إذا سمعتموه عقل رعاية لا عقل رواية، فإنّ روّاد العلم کثيرون ورعاته قليلون، لا مال أعود من العقل، ولا عقل کالتدبير، وليس للعاقل أن يکون شاخصاً إلّا في ثلاث: مرمّة لمعاش، أو خصومة في معاد، أو لذّة في غير محرّم، ما استودع اللَّه امرءاً عقلاً إلّا استنقذه به يوماً ما.[13].

14/14- قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: عقول النساء في جمالهنّ، وجمال الرجال في عقولهم.[14].

15/15- أخرج البخاري، والبيهقي، عن عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام قال: إنّ العقل في القلب، والرحمة في الکبد، والرأفة في الطحال، والنفس في الرئة.[15].

16/16- أبونعيم الحافظ، قال: حدّثنا محمّد بن الفتح، ثنا الحسن بن أحمد بن صدقة، ثنا محمّد بن عبدالنور الخزاز، ثنا أحمد بن المفضل الکوفي، ثنا سفيان، عن حبيب بن أبي‏ثابت، عن عاصم بن ضمرة، عن عليّ بن أبي‏طالب کرّم اللَّه وجهه، قال: قال النبيّ صلي الله عليه و آله: يا عليّ إذا تقرب الناس إلي خالقهم في أبواب البرّ، فتقرب إليه بأنواع العقل تسبقهم بالدرجات والزلفي عند الناس في الدنيا وعند اللَّه في الآخرة.[16].

17/17- العطار، عن أبيه، عن سهل، عن محمّد بن عيسي، عن البزنطي، عن

[صفحه 20]

جميل، عن الصادق جعفر بن محمّد عليه‏السلام قال: کان أميرالمؤمنين عليه‏السلام يقول:

أصل الإنسان لُبّه وعقله دينه، ومروّته حيث يجعل نفسه، والأيام دول، والناس إلي آدم شرع سواء.[17].

18/18- قال علي صلوات اللَّه عليه: لا عليک أن تصحب ذا العقل وإن لم تجد کرمه، ولکن انتفع بعقله، واحترس من سيّئ أخلاقه، ولا تدعنّ صحبة الکريم وإن لم تنتفع بعقله، ولکن إنتفع بکرمه بعقلک، وافرر الفرار کلّه من اللئيم الأحمق.[18].

19/19- الصدوق، عن أبيه، عن عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسي، عن ابن أبي‏عمير، عن زيد الزراد، عن أبي‏عبداللَّه عليه‏السلام، عن أبي‏جعفر عليه‏السلام في حديث قال: إنّي نظرت في کتاب لعليّ صلوات اللَّه عليه، فوجدت في الکتاب: إنّ قيمة کلّ امرئٍ وقدره معرفته، إنّ اللَّه تبارک وتعالي يحاسب الناس علي قدر ما آتاهم من العقول في دار الدنيا.[19].

209/20- عن أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه، إنّه قال:

لا عدّة أنفع من العقل، ولا عدوّ أضرّ من الجهل، وقال: زينة الرجل عقله، وقال: من لم يکن أکثر ما فيه عقله کان بأکثر ما فيه قتله، وقال: العقول ذخائر والأعمال کنوز، وقال: من ترک الاستماع من ذوي العقول مات عقله، وقال: الجمال في اللسان، والکمال في العقل وقال: العقول أئمة الأفکار، والأفکار أئمة القلوب، والقلوب أئمة الحواس، والحواس أئمّة الأعضاء.[20].

21/21- (الجعفريات)، أخبرنا عبداللَّه، أخبرنا محمّد، حدّثني موسي، قال:

[صفحه 21]

حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن أبيه عليّ صلوات اللَّه عليه، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: إذا علمتم من رجل حُسن حال فانظروا في حُسن عقله، فإنّما يجزي الرجل بعقله.[21].

22/22- عن أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه، قال:

العقل والشهوة ضدّان ومؤيّد العقل العلم ومزيّن الشهوة الهوي والنفس متنازعة بينهما فأيّهما قهر کانت في جانبه، وقال عليه‏السلام: إنّ أفضل الناس عند اللَّه من أحيا عقله وأمات شهوته، وقال عليه‏السلام: ذهاب العقل بين الهوي والشهوة، وقال عليه‏السلام: زوال العقل بين دواعي الشهوة والغضب، وقال عليه‏السلام: من کمل عقله استهان بالشهوات، وقال عليه‏السلام: من لم يملک شهوته لم يملک عقله، وقال عليه‏السلام: لا عقل مع شهوة، وقال عليه‏السلام: من ملک نفسه علا أمره، من ملکته نفسه ذلّ قدره، وقال عليه‏السلام: من غلب شهوته ظهر عقله، وقال عليه‏السلام: من غلب عقله هواه أفلح، من غلب هواه عقله افتضح، وقال عليه‏السلام: من غلب شهوته صان قدره.[22].

23/23- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام إنّه قال:

ينبغي للعاقل أن يحترس من سکر المال، وسکر القدرة، وسکر العلم، وسکر المدح، وسکر الشباب، فإنّ لکلّ ذلک رياحاً خبيثةً، تسلب العقل وتستخفّ الوقار.[23].

24/24- الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبداللَّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن عليّ بن الحکم، عن عبداللَّه بن سنان، قال: سألت أباعبداللَّه جعفر بن محمّد الصادق عليه‏السلام فقلت: الملائکة أفضل أم بنو آدم؟ فقال: قال أميرالمؤمنين عليّ بن أبي‏

[صفحه 22]

طالب عليه‏السلام:

إنّ اللَّه رکّب في الملائکة عقلاً بلا شهوة، ورکّب في البهائم شهوةً بلا عقل، ورکّب في بني آدم کلتيهما، فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائکة، ومن غلب شهوته عقله فهو شرٌ من البهائم.[24].

25/25- محمّد بن الحسين الرضي، عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام إنّه قال: کم من شهوة ساعة أورثت حزناً طويلاً.[25].

26/26- أميرالمؤمنين علي صلوات اللَّه عليه: العاقل من وعظته التجارب، العاقل من ملک عنان شهوته.[26].

27/27- عن أبي‏عبداللَّه عليه‏السلام قال: قال أبوجعفر عليه‏السلام: يا بني اعرف منازل شيعة عليّ صلوات اللَّه عليه علي قدر روايتهم ومعرفتهم، إلي أن قال: يا بني إنّي نظرت في کتاب لعليّ صلوات اللَّه عليه، فوجدت فيه:

إنّ زنة کلّ امرئٍ وقدره معرفته، إنّ اللَّه عزّ وجلّ يحاسب العباد علي قدر ما آتاهم من العقول في دار الدنيا.[27].

28/28- قال أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه: أربع خصال يسود بها المرء: العفّة، والأدب، والجود، والعقل.[28].

29/29- قال علي صلوات اللَّه عليه:

لا مال أعود من العقل، ولا مصيبة أعظم من الجهل، ولا مظاهرة أوثق من المشاورة، ولا ورع کالکفّ عن المحارم، ولا عبادة کالتفکّر، ولا قائد خير من

[صفحه 23]

التوفيق، ولا قرين خير من حسن الخلق، ولا ميراث خير من الأدب.[29].

30/30- قال علي صلوات اللَّه عليه: ليس الرؤية مع الأبصار، وقد تکذّب العيون أهلها، ولا يغّش العقل من انتصحه.[30].

31/31- قال علي صلوات اللَّه عليه: أغني الغني العقل، وأکبر الفقر الجهل.[31].

32/32- قال علي صلوات اللَّه عليه: من لم يکن أکثر ما فيه عقله، کان بأکثر ما فيه قتله.[32].

33/33- عن عليّ بن أبي‏طالب صلوات اللَّه عليه:

إنّ النبيّ صلي الله عليه و آله سُئل ممّا خلق اللَّه عزّ وجلّ العقل؟ قال: خلقه ملک له رؤوس بعدد الخلائق، من خلق ومن يخلق إلي يوم القيامة، ولکلّ رأس وجه، ولکلّ آدمي رأس من رؤوس العقل، واسم ذلک الإنسان علي وجه ذلک الرأس مکتوب، وعلي کلّ وجه ستر ملقي لا يکشف ذلک الستر من ذلک الوجه حتّي يولد هذا المولد ويبلغ حدّ الرجال أو حدّ النساء، فإذا بلغ کشف ذلک الستر، فيقع في قلب هذا الإنسان نور فيفهم الفريضة والسنّة، والجيّد والردي، ألا ومثل العقل في القلب کمثل السراج في وسط البيت.[33].

34/34- قال علي صلوات اللَّه عليه: لسان العاقل وراء قلبه، وقلب الأحمق وراء لسانه.[34].

35/35- قيل له صلوات اللَّه عليه: صِف لنا العاقل؟ فقال: هو الذي يضع الشي‏ء

[صفحه 24]

مواضعه، قيل له: فصف لنا الجاهل؟ قال: قد فعلت.[35].

36/36- قال علي صلوات اللَّه عليه: کفاک من عقلک ما أوضح لک سبيل غيّک من رشدک.[36].

37/37- قال علي عليه‏السلام في وصيّته للحسن عليه‏السلام: والعقل حفظ التجارب، وخير ما جرّبت ما وعظک.[37].

38/38- روي عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام أنّه قال: العقل ولادة، والعلم إفادة، ومجالسة العلماء زيادة.[38].

39/39- قال علي عليه‏السلام: التثبّت رأس العقل، والحدّة رأس الحمق.[39].

40/40- قال علي عليه‏السلام: العقول مواهب، والآداب مکاسب.[40].

41/41- قال علي عليه‏السلام: فساد الأخلاق معاشرة السفهاء، وصلاح الأخلاق معاشرة العقلاء.[41].

42/42- قال علي عليه‏السلام: همّة العقل ترک الذنوب وإصلاح العيوب.[42].

43/43- قال علي عليه‏السلام:

إذا تمّ العقل نقص الکلام، وممّا يزيد في العمر ترک الأذي وتوقير الشيوخ وصلة الرحم، وأن يحترز عن قطع الأشجار الرطبة إلّا عند الضرورة، وإسباغ الوضوء وحفظ الصحّة.[43].

44/44- قال علي عليه‏السلام:

[صفحه 25]

العقل عقلان: عقل الطبع وعقل التجربة وکلاهما يؤدي إلي المنفعة، والموثوق به صاحب العقل والدين، ومن فاته العقل والمروّة فرأس ماله المعصية، وصديق کلّ امرئ عقله، وعدوّه جهله، وليس العاقل من يعرف الخير من الشرّ ولکن العاقل من يعرف خير الشرّين، ومجالسة العقلاء تزيد في الشرف، والعاقل الکامل قاهر طبع السوء، وعلي العاقل أن يحصي علي نفسه مساويها في الدين والرأي والأخلاق والأدب، فيجمع ذلک في صدره أو في کتاب ويعمل في إزالتها.[44].

45/45- قال علي عليه‏السلام:

الإنسان عقل وصورة، فمن أخطأه العقل ولزمته الصورة لم يکن کاملاً وکان بمنزلة من لا روح فيه، ومن طلب العقل المتعارف فليعرف صورة الاُصول والفضول، فإنّ کثيراً من الناس يطلبون الفضول ويضعون الاُصول، فمن أحرز الأصل اکتفي به عن الفضل، وأصل الاُمور في الإنفاق طلب الحلال لما ينفق والرفق في الطلب، وأصل الاُمور في الدين أن يعتمد علي الصلوات ويجتنب الکبائر، وألزم ذلک لزوم ما لا غِني عنه طرفة عين وإن حرمته هلک، فإن جاوزته إلي الفقه والعبادة فهو الحظّ، وإنّ أصل العقل العفاف وثمرته البراءة من الآثام، وأصل العفاف القناعة وثمرتها قلّة الأحزان، وأصل النجدة القوّة وثمرتها الظفر، وأصل العقل (الفعل) القدرة وثمرتها السرور، ولا يستعان علي الدهر إلّا بالعقل، ولا علي الأدب إلّا بالبحث، ولا علي الحسب إلّا بالوفاء، ولا علي الوقار الّا بالمهابة، ولا علي السرور الّا باللين، ولا علي اللبّ الّا بالسخاء، ولا علي البذل الّا بالتماس المکافأة، ولا علي التواضع الّا بسلامة الصدر، وکلّ نجدة يحتاج إلي العقل، وکل معونة تحتاج إلي التجارب، وکل رفعة يحتاج إلي حسن أحدوثة، وکل سرور يحتاج إلي أمنٍ،

[صفحه 26]

وکل قرابة يحتاج إلي مودّة، وکلّ علم يحتاج إلي قدرة، وکلّ مقدرة تحتاج إلي بذل، ولاتعرض لما لايعنيک بترک ما يعنيک، فربّ متکلّم في غير موضعه قد أعطبه ذلک.[45].

46/46- قال علي عليه‏السلام:

لا تسترشد إلي الحزم بغير دليل العقل فتخطئ منهاج الرأي، فإنّ أفضل العقل معرفة الحق بنفسه، وأفضل العلم وقوف الرجل عند علمه، وأفضل المروّة استبقاء الرجل ماء وجهه، وأفضل المال ما وقي به العرض، وقُضِيَت به الحقوق.[46].

47/47- قال علي عليه‏السلام:

إذا تقرّب الناس إلي اللَّه تعالي بأنواع البرّ فتقرّب إليه أنت بعقلک.[47].

48/48- المفيد، عن الحسين بن محمّد التمار، عن محمّد بن قاسم الأنباري، عن أحمد بن عبيد، عن عبدالرحيم بن قيس الهلالي، عن العمري، عن أبي‏حمزة السعدي، عن أبيه، قال: أوصي أميرالمؤمنين عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام إلي الحسن بن عليّ عليه‏السلام فقال فيما أوصي به إليه:... يا بنيّ العقل خليل المرء، والحلم وزيره، والرفق والده، والصبر من خير جنوده.[48].

[صفحه 29]


صفحه 16، 17، 18، 19، 20، 21، 22، 23، 24، 25، 26، 29.








  1. الکافي 10:1؛ روضة الواعظين، باب ماهية العقول وفضلها: 3؛ إرشاد القلوب، باب الحياء: 111؛ البحار 86:1؛ وسائل الشيعة 160:11؛ إحياء الاحياء 173:1.
  2. الکافي 18:1؛ البحار 140:1؛ وسائل الشيعة 145:11؛ مجموعة ورام: 286.
  3. الکافي 19:1.
  4. الکافي 19:1؛ البحار 141:1.
  5. الکافي 20:1؛ وسائل الشيعة 162:11؛ إحياء الاحياء 173:1.
  6. الکافي 23:1.
  7. الکافي 27:1.
  8. الکافي 27:1.
  9. الکافي 28:1.
  10. الکافي 28:1.
  11. خصال الصدوق، باب العشرة؛ معاني الأخبار: 312؛ إرشاد القلوب للديلمي، باب العقل: 197؛ البحار، کتاب العقل 107:1؛ مستدرک الوسائل 203:11 ح 12745؛ تفسير الرازي 284:1.
  12. روضة الواعظين، باب ماهية العقول: 4؛ البحار 131:1.
  13. روضة الواعظين، باب ماهيّة العقول: 4.
  14. معاني الأخبار: 234؛ البحار 82:1؛ روضة الواعظين، باب ماهية العقول: 4.
  15. تفسير السيوطي 109:6؛ شعب الايمان 161:4 ح 4662؛ صحيح البخاري 21:7.
  16. حلية الأولياء 18:1؛ کنز العمال 202:3 ح 7121.
  17. روضة الواعظين، باب ماهية العقول: 4؛ البحار 82:1.
  18. تحف العقول: 142.
  19. مستدرک الوسائل 203:11 ح 12744.
  20. کنز الکراجکي، مستدرک الوسائل 206:11 ح 12751.
  21. الجعفريات: 148؛ مستدرک الوسائل 207:11 ح 12753.
  22. مستدرک الوسائل 211:11 ح 12769؛ غرر الحکم، باب العقل: 49.
  23. مستدرک الوسائل 371:11 ح 13293؛ غرر الحکم، باب العقل: 49.
  24. وسائل الشيعة 164:11؛ البحار 299:6؛ علل الشرائع: 4؛ الفصول المهمّة للعاملي: 24.
  25. وسائل الشيعة 164:11.
  26. مجموعة ورّام، باب العتاب: 51.
  27. مستدرک الوسائل 84:1 ح 38.
  28. البحار 94:1؛ الاختصاص: 244.
  29. البحار 94:1؛ الاختصاص: 246 والرواية فيه عن الصادق عليه‏السلام.
  30. البحار 95:1؛ نهج‏البلاغة: قصار الحکم 281.
  31. البحار 95:1؛ نهج‏البلاغة: قصار الحکم 38.
  32. البحار 95:1؛ کنز الکراجکي: 88.
  33. البحار 99:1؛ مستدرک الوسائل 81:1 ح 31؛ علل الشرائع: 98.
  34. نهج‏البلاغة: قصار الحکم 40؛ البحار 159:1.
  35. نهج‏البلاغة: قصار الحکم 235؛ البحار 160:1.
  36. نهج‏البلاغة: قصار الحکم 241؛ البحار 160:1.
  37. نهج‏البلاغة: کتاب 31؛ البحار 160:1.
  38. کنز الکراجکي: 13؛ البحار 160:1.
  39. کنز الکراجکي: 88؛ البحار 160:1.
  40. کنز الکراجکي: 88؛ البحار 160:1.
  41. کنز الکراجکي: 88؛ البحار 160:1.
  42. کنز الکراجکي: 88؛ البحار 161:1.
  43. البحار 319:76.
  44. مطالب السؤول: 49؛ البحار 6:78.
  45. مطالب السؤول: 49؛ البحار 7:78.
  46. مطالب السؤول: 49؛ البحار 7:78.
  47. إحياء الاحياء 29:5.
  48. البحار 88:1؛ أمالي الطوسي: 146 ح 240.