کلمة العلّامة الشيخ باقر شريف القرشي
لا أحسب أن هناک فذاً من أفذاذ العقل الإنساني من يضارع الإمام عليّاً عليهالسلام في مواهبه وعبقرياته التي امتدّت مع الزمن وسرت موجاتها لتطوير الفکر الإنساني وتنمية الوعي الديني والاجتماعي والسياسي لجميع شعوب الأرض. لقد فجر هذا العملاق العظيم ينابيع العلم والحکمة في الشرق، وأسس في دنيا العرب من العلوم ما يزيل علي ثلاثين علماً حسبما أحصاها العقاد لم يعهدها ولم يعرفها الناس من قبل، مضافاً إلي ارائة المشرقة في مختلف مجالات الحياة. انّ الطاقات العلمية الهائلة التي بثّ بعضها الإمام عليهالسلام قد ساهمت مساهمة ايجابية في صنع الحضارة الإنسانية، وبلورة الفکر الاجتماعي، وهي بجميع أبعادها ستبقي أعظم رصيد يملکه المسلمون ويفخرون به علي اُمم العالم وشعوب الأرض. وتراث هذا الإمام العظيم قد حفل به ما نشر وطبع من المعارف والعلوم الإسلامية وغيرها وما هو مخزون في مکتبات العالم من المخطوطات، فلا تتصفح أي کتاب منها إلّا وتجد رأياً أصيلاً للإمام رائد العدالة الإجتماعية في الأرض. وقد تصدّي القدامي إلي تدوين بعض أحاديث الإمام عليهالسلام، وقد ألمح إلي مؤلفاتهم في هذا الموضوع ابنالنديم في فهرسته وکذلک الشيخ الطوسي وغيرهما، ومن المؤکد انها لم تستوعب إلّا النادر اليسير من أحاديث الإمام وکلماته. وقد انبري باعجاب سماحة العالم والخطيب المفوّه السيد حسن القبانچي [صفحه 85 مقدمه] حفظه اللَّه إلي جمع تراث جده الإمام أميرالمؤمنين عليهالسلام في موسوعة تزيد علي عشر مجلدات تعد من أعظم وأنفع الموسوعات، وقد أنفق علي تأليفها حفنة من السنين، وهي من دون شک ستسدّ فراغاً في المکتبة الإسلامية وغيرها، وسيري فيها العلماء من الجهد الشاق الذي بذله المؤلف ما يستحق الإکبار، والتعظيم، شکر اللَّه مساعيه وبلغه أمانيه، وأخذ بيده لخدمة هذه الاُمّة وابراز بعض مقوّماتها الفکرية والإجتماعية. النجف الأشرف 1408 ه ربيع 27/2 باقر شريف القرشي [صفحه 86 مقدمه]
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
صفحه 85، 86.