كلمة آية اللَّه الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر















کلمة آية اللَّه الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر



بسم اللَّه الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام علي أشرف خلقه محمّد وآله الطاهرين.

وبعد فانّ الاهتمام الکبير بما يؤثر عن الإمام أميرالمؤمنين عليه الصلاة والسلام من نصوص يستمد مبرره من دوره العظيم في الإسلام الذي يفرض علي الاُمّة الاستمداد من معينه والتعرّف علي الإسلام من خلال عطائه ذلک لأنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله و سلم لم ينصب عليّاً مرجعاً أعلي للمسلمين من بعده علي الصعيد الاجتماعي فقط بل نصبه مرجعاً أعلي علي الصعيد الاجتماعي والصعيد الفکري معاً فهناک مرجعيتان أسندتا إلهياً ونبويّاً إلي الإمام عليّ: إحداهما المرجعية الاجتماعية للاُمّة التي تجعل للإمام القيادة الفعلية للمسلمين في مجالات حياتهم الاجتماعية. والاُخري المرجعية الفکرية والتشريعية للاُمّة التي تجعل من الإمام المصدر الأعلي بعد کتاب اللَّه وسنّة رسوله لکلّ ما يشتمل عليه الإسلام من أحکام وتشريعات وقيم ومفاهيم. وقد کان أروع تعبير نبوي عن المرجعية الاُولي حديث الغدير وعن المرجعة الثانية حديث الثقلين.

ورغم المحاولات التي بذلت بعد وفاة النبي الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم بوضع بديل عن الإمام علي وأهل البيت في المرجعية الفکرية والتشريعية ورغم الجهود التي أنفقت من أجل تعيين هذا البديل في الصحابة ککل دون تمييز بين علي وسواه ظلت الحقيقة واضحة والحاجة إلي مرجعية علي قائمة بوصفه المصدر الذي أحد نبوياً

[صفحه 82 مقدمه]

دون سواه وزود بکل شروط هذه المرجعية ومتطلباتها وکانت حاجة الکل إليه واستغناء الإمام عن الکل دليلاً علي انّه الامتداد الحقيقي للنبي الکريم في إمامة الکل وزعامته علي کلّ المستويات.

وعلي هذا الأساس تبرز قيمة المحاولة الموقعة التي قام بها الخطيب الشهير العلّامة السيد حسن القبانچي حفظه اللَّه تعالي ورعاه لاستيعاب ما يؤثر عن الإمام علي عليه‏السلام من نصوص وروايات في هذا الکتاب الجليل الذي يعتبر بوصفه سجلاً لکلام الإمام من أهم مصادر المعرفة الإسلامية.

ولا تعني هذه المحاولة الموفقة انّ کلّ ما ذکر في هذا الکتاب قد صدر من الإمام عليه‏السلام حقاً بل ليس علي هذا الکتاب إلّا أن يجمع ما روي عنه ويبقي بعد ذلک، علي من يريد الاستناد إلي شي‏ء من تلک الروايات أن يرجع إلي مقاييس النقد والتمحيص المتّفق عليها بين الفقهاء.

سدّد اللَّه المؤلف الجليل وأخذ بيده ونفع المؤمنين بجهوده والسّلام عليه ورحمة اللَّه وبرکاته.

17 شعبان 1392 ه

محمّد باقر الصدر

[صفحه 83 مقدمه]


صفحه 82، 83.