الشرف العظيم















الشرف العظيم‏



انّ عمراً حافلاً بمداد العلماء، وصبر الأولياء، والجهاد في مقارعة الأعداء، حَريٌّ أن يُکتب له الشرفُ العظيم.

وإن قلمي ليعجز عن سَطرِ معاني هذا الشرف، ومناحي هذا المجد.

وماذا أکتب عن رجل تباري مع العلماء فما سبقوه، وجاري الخطباء فما لحقوه. فکان في العلماء أغزرهم يراعاً، وکان في الخطباء أطولهم باعاً، وکان في سُوح الجهاد أشدّهم قراعاً.

وماذا أسطر عن رجلٍ کان اُمةً في خصاله، وفريداً في مجاله.

أنني أقف أمام قَلَم لم يجُف عن خدمة العلم مدّة خمسين عاماً.

وأقف أمام لسان ما تخلّف عن نصرة الحق منذ نطق.

وأقف أمام جَبَلٍ من الصبر لم تثنه نوائب الدهر.

انّ مثل هذا الإنسان لحقيق أن يَهنأ بتاريخه المقدّس، وعمره الشريف.

فهنيئاً لک يا أباالشهداء هذا الشَرَف العظيم إذا کنت نزيل سجون الأعداء وقد أبيتَ أن تفرّ فرار العبيد أو تعطيهم بيدک إعطاء الذليل.

وهنيئاً لک هذا المجد الکريم إذا کنت قد وفدت علي ربک الرحيم فشَکَرَ لک صبرک «يَوْمَ يُوَفَّي الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ».

وهنيئاً لک إذا استقبلت أولادک الشهداء فرحين بما آتاهم اللَّه من فضله

[صفحه 72 مقدمه]

مستبشرين بک وبالذين لم يلحقوا بهم.

وطوبي لک إذا استقبلت جدَّک الحسين واُمّک الزهراء وأنت مضرّج بدمائک. ولک الکرامة انّ إمامک الذي عشقته، واشتعل قلبُک بحبّه، ونذرت عمرک له، وسهرت الليالي في الکتابة عنه أميرالمؤمنين عليه‏السلام يکون قد استقبلک في مثل الليلة التي استشهد فيها ليلة القدر الحادي والعشرين من شهر رمضان المبارک.

وقد اعتُقل السيد العلّامة القبانچي في العشرين من شهر رمضان المبارک لعام 1411 ه بعد انتفاضة شعبان المبارکة ولم يزل أمره مجهولا في سجون الطغمة الحاکمة في العراق واللَّه أعلم بأمره.

السيد صدر الدين القبانچي

[صفحه 77 مقدمه]


صفحه 72، 77.