الدعوة للتحرّر من الغرب ونقد المتغرّبين















الدعوة للتحرّر من الغرب ونقد المتغرّبين‏



کان يستفيد من کل مناسبة للدعوة إلي التحرّر من الغرب، فهو حين يتحدّث عن الاحسان ومفهومه عند أميرالمؤمنين نجده يعرّج لتناول قضية الارتماء في أحضان الغرب عبر تقبّل مساعداته للشعوب الضعيفة!!

يقول:

«وفي کلام الإمام حثّ علي أنّ المسلم يجب عليه أن يعمل ليکون قوياً بماله وعلمه، ليسود غيره ممّن لم يدخل الايمان قلبه، وها نحن نقع اليوم في أکبر الآثام ونحن لا نعمل بقول الإمام المقتبس من قول اللَّه.

[صفحه 50 مقدمه]

أقول: ها نحن نخضع ونرکع بين يدي غير المسلم في سبيل هذا الاحسان المتدفّق الينا منه.

أفلسنا نمتص الأيدي وأرجل الأجنبي، ونلعق حذاءه ليغيثنا بماله وعلمه وعمله؟

أفليس يبيع المسلم منّا دينه وشرفه ووطنه لهذا الأجنبي في سبيل الدنيا القاصرة بجمالها وجلالها علي من يعلم ويعمل في حياته.

وهل هذا العلم وذاک العمل إلّا وقف علي الأجنبي المسيطر علينا ونحن خِوَل له؟!

والعجيب أنّ بعض المتعنتين الذين يعيشون علي أوهام أن أمجادنا في ديننا وقوميتنا فوق أمجاد الغربيين في دينهم وقوميتهم من أجل ذلک لا نري لهم فضلاً علينا في أن نلتمس منهم المال أو العلم أو العمل لأنّ آباءنا أسلفوا آباءهم ذلک من قبل....

وجواب ذلک بديهي إذ يتحقق هنا قول الإمام في آخر کلماته التي هي بين أيدينا وقوله: «احتج إلي من شئت تکن أسيره» فإن مجرد قبولنا فضلهم الذي يسمّونه (مساعدة الشعوب الضعيفة) هو الذل والعبوديّة».[1].

ويقول في موضع آخر وهو يتحدّث عن خطر المدنيّة الحديثة:

«جاءت المدنيّة الحديثة بخيلها ورَجلها، وشارکتنا في الأولاد والأموال وهجمت علينا، ولم تبق للدين سطوة، فانحسر عن المدن إلي القري ثم انحاز إلي أطراف البلاد وهي تطارد الدين...».[2].

[صفحه 51 مقدمه]


صفحه 50، 51.








  1. شرح رسالة الحقوق 77:2.
  2. الجواهر الروحية 396:1.