ثقافة المرأة















ثقافة المرأة



رغم أنه لم يکن يسمح أبداً بالتحاق بناته بالمدارس الحکوميّة، إلّا أنه کان مصرّاً علي أن يتعلّمن القراءة والکتابة والمطالعة من خلال عملية التعليم المنزلي الواحدة للاُخري.

وإلي جانب ذلک کانت المکتبة الضخمة- التي ضمّت أکثر من خمسة عشر ألف مجلّد- في المنزل هي رافد تعليمي وتثقيفي مهم جداً لکل أفراد الاُسرة.

الأمر الذي يجعلنا نشهد کل بنات السيد القبانچي التسعة بمستوي عالٍ من الثقافة الإسلاميّة، بل وباقتدار حرکي جيّد في مجال العطاء العلمي علي مستوي المحاضرات أو الدروس القرآنية الخاصة أو کتابة المقالات.

[صفحه 32 مقدمه]

وبنفس الاتجاه من العناية بثقافة المرأة فقد کان السيد القبانچي ملتزماً بتقديم حديث علمي يومياً- ولمدّة قد لا تزيد علي نصف ساعة- يتناول فيه مع أبناء اُسرته في البيت ما تيسَّر له من موضوعات في التاريخ الإسلامي أو سيرة أهل البيت عليهم‏السلام أو غير ذلک.

وإذا کانت المرأة محرومة من التعليم والتعلّم في أحضان المدارس الحکوميّة المنحرفة فقد عمد السيد القبانچي علي أن يجعل من البيت مدرسة متکاملة للنساء.

فهناک المکتبة الضخمة للمطالعة، وهناک الدروس الدينية للبنات من قبل الأولاد الذکور، وهناک تشجيع علي حرکة الکتابة والتأليف.

هذه الملاحظة هي التي جعلت السيد القبانچي ينفرد بظاهرة ربّما تکون بلا نظير اطلاقاً في مجموع من نعرف من العلماء القدامي والمعاصرين وهي ظاهرة تخصّص أولاده الذکور والاُناث للعمل العلمي والتصدّي الديني فقد تفرّغ ثمانية من أبنائه للعمل الإسلامي وتخصّصوا في مجال العلوم الدينيّة، بينما تأهّل للعمل العلمي والتبليغي سبعة من بناته التسعة.


صفحه 32.