سماته الشخصيّة















سماته الشخصيّة



وقوراً، تعلوه السکينة، وتظهر عليه الأناقة.

جميل المظهر، حَسَن الملبَس.

قال عنه واصفوه: «اذا مشي فکأنّ الأرض تمشي وهو ثابت»، «وإذا تکلّم کان کلامه مقدّراً».

لا يلتقي بأحد من أصحابه إلّا وتوقّف له قليلاً وسأله بکلّ هدوء عن حاله وأهله.

قويّ القلب، رابط الجأش، ثابت القدم، يوزّع السکينة من حوله علي کلّ من يراه.

تلمع علي وجنتيه حُمرة.

لا هو بالطويل وربّما کان إلي القصر أميل.

[صفحه 29 مقدمه]

يجيد خضاب لحيته وشاربه بالسواد بدرجة لا يحسبه الرائي خضاباً، وظلّ علي هذا الحال حتّي اعتقل أولاده الثلاثة وابن‏اُخته مرّة واحدة، فترک الخضاب وبان عليه الشيب کأنّما قد فاجئه.

مستقيماً في مشيته لم يُحنِ ظهره ما علاه من الهموم، ولم يتکأ علي عصا حتّي آخر أيّامه.

ينام مبکّراً، ويستيقظ مبکّراً، ولا يزيد نومه بعد الظهر علي نصف ساعة.

لم يُر حاسراً، فإذا نزع العمامة في البيت لفّ رأسه بمنديل.

رقيقاً عطوفاً علي الأطفال يُحب مؤانستهم والتصابي معهم، وإذا عجز من في البيت عن إسکات الطفل الباکي وضعه علي صدره، وربت علي کتفه فسکت.

وکان إذا أراد أن يؤدّب طفلاً ضربه ضرباً خفيفاً بأصبعيه.

کان في صلاته مکثراً من دعاء:

«ربّي أوزعني أن أشکر نعمتک التي أنعمت عليّ وعلي والديّ وأن أعمل صالحاً ترضاه وأصلح لي في ذريتي إنّي تُبت إليک وإنّي من المسلمين».

کان يوصي أولاده بالتزام دعاء تعقيب الصلاة: «اللّهمّ إنّ مغفرتک أرجي من عملي...».

کانت وصيّته لأولاده التزام زيارة أميرالمؤمنين عليه‏السلام المعروفة بزيارة أمين اللَّه.

التزم صلاة الشکر يومياً بين صلاتي المغرب والعشاء وذلک بعد الافراج عن ابنه السيد صدر الدين القبانچي بعد الحکم عليه بالاعدام عام 79م.

کان بارّاً بوالديه غاية ما يکون البر رغم أنّه لم يشهد العطف اللّازم منهما حيث هاجرت اُمّه إلي ايران وهو في الأشهر الاُولي من عمره بعد إصرار إخوتها وفرضهم عليها الالتحاق بهم في مدينة دزفول من ايران، ولم تسمح الظروف

[صفحه 30 مقدمه]

المعيشيّة الصعبة لأبيه أن يبذل له الحنان الکافي، إلّا انّه رغم ذلک کان يهدي ثواب جميع أعماله الحسنة لوالديه، ويلتزم الزيارة عنهما يومياً لأمير المؤمنين عليه‏السلام.

وکان هذا البرّ هو معلم شخصيّته منذ صباه فقد کان يحمل المصباح الزيتي أمام أبيه حينما کان يذهب لخارج المنزل، وکان يدفع عنه الحرّ بالمروحة اليدويّة حينما يقف مصلياً.


صفحه 29، 30.