في أقسام القرآن















في أقسام القرآن



1/592- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام في احتجاجه علي زنديق سأله عن آيات متشابهة من القرآن فأجابه، إلي أن قال عليه‏السلام:

وقد جعل اللَّه للعلم أهلاً، وفرض علي العباد طاعتهم بقوله: «أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْکُمْ»[1] وبقوله: «وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَي الرَّسُولِ وَإِلَي أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ»[2] وبقوله: «اتَّقُوا اللَّهَ وَکُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ»[3] وبقوله: «وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ»[4] وبقوله: «وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا»[5] والبيوت هي بيوت العلم التي استودعها الأنبياء،

[صفحه 260]

وأبوابها أوصياؤهم، فکلّ عمل من أعمال الخير يجري علي غير أيدي الأوصياء وعهودهم وحدودهم وشرايعهم وسننهم ومعالم دينهم، مرود غير مقبول وأهله بمحلّ کفر، وإن شملهم الايمان، ثمّ إنّ اللَّه قسّم کلامه ثلاثة أقسام: فجعل قسماً منه يعرفه العالم والجاهل، وقسماً لا يعرفه إلّا من صفا ذهنه ولطف حسّه وصحّ تمييزه، ممّن شرح اللَّه صدره للإسلام، وقسماً لا يعلمه إلّا اللَّه وملائکته والراسخون في العلم، وإنّما فعل ذلک لئلّا يدّعي أهل الباطل المستولين علي ميراث رسول اللَّه صلي الله عليه و آله من علم الکتاب ما لم يجعله اللَّه لهم، وليقودهم الإضطرار إلي الإئتمام بمن وُلّي أمرهم، فاستکبروا عن طاعته، الحديث.[6].

بيان: لا يخفي أنّ آيات الأحکام بالنسبة إلي الأحکام النظرية کلّها من القسم الثالث، ولا أقلّ من الاحتمال وهو کافٍ، کيف والنسخ فيها کثير جداً، بل يوجد في غيرها.

2/593- محمد بن يعقوب، عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعليّ بن إبراهيم، عن أبيه، جميعاً، عن ابن‏محبوب، عن أبي‏حمزة، عن أبي‏يحيي، عن الأصبغ ابن‏نباتة، قال: سمعت أميرالمؤمنين عليه‏السلام يقول:

نزل القرآن أثلاثاً: ثلث فينا وفي عدوّنا، وثلث سنن وأمثال، وثلث فرائض وأحکام.[7].

3/594- فرات، أخبرنا أبوالخير مقداد بن علي الحجازي المدني، قال: حدّثنا أبو القاسم عبدالرحمن العلوي الحسيني، قال: حدّثنا الفاضل اُستاذ المحدثين في زمانه فرات بن إبراهيم الکوفي رحمه الله قال: حدّثني محمّد بن سعيد بن رحيم الهمداني، ومحمّد بن عيسي بن زکريّا، قال: حدّثنا عبدالرحمن بن سراج، قال: حدّثنا حمّاد

[صفحه 261]

ابن‏أعين، عن الحسن بن عبدالرحمن، عن الأصبغ بن نباتة، عن عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام قال:

القرآن أربعة أرباع: ربع فينا، وربع في عدوّنا، وربع فرائض وأحکام، وربع حلال وحرام، ولنا کرائم القرآن.[8].

[صفحه 262]


صفحه 260، 261، 262.








  1. النساء: 59.
  2. النساء: 83.
  3. التوبة: 119.
  4. آل عمران: 7.
  5. البقرة: 189.
  6. وسائل الشيعة 143:18؛ الاحتجاج 581:1.
  7. الکافي 667:2؛ تفسير العياشي 9:1؛ تفسير البرهان 21:1.
  8. تفسير فرات: 45؛ تفسير البرهان 21:1؛ البحار 305:24؛ تفسير الحبري: 4؛ تفسير العياشي 9:1.