في نسبة الإسلام وقواعده















في نسبة الإسلام وقواعده



1/497- محمد بن يعقوب، عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن بعض أصحابنا رفعه، قال: قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام:

لأنسبنّ الإسلام نسبة لا ينسبه أحد قبلي ولا ينسبه أحد بعدي إلّا بمثل ذلک: إنّ الإسلام هو التسليم، والتسليم هو اليقين، واليقين هوالتصديق، والتصديق هو الاقرار، والإقرار هو العمل، والعمل هو الأداء، إنّ المؤمن لم يأخذ دينه عن رأيه ولکن أتاه من ربّه فأخذه، إنّ المؤمن يري يقينه في عمله، والکافر يري إنکاره في عمله، فوالذي نفسي بيده ما عرفوا أمرهم فاعتبروا إنکار الکافرين والمنافقين بأعمالهم الخبيثة.[1].

2/498- عن ماجيلويه، عن عمّه، عن البرقي، عن أبيه، عن محمّد بن يحيي

[صفحه 221]

الخزّاز، عن غياث بن إبراهيم، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم‏السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام:

لأنسبنّ الإسلام نسبة لم ينسبها أحد قبلي ولا ينسبها أحد بعدي: الإسلام هو التسليم، والتسليم هو التصديق، والتصديق هو اليقين، واليقين هو الأداء، والأداء هو العمل، إنّ المؤمن أخذ دينه عن ربّه ولم يأخذه عن رأيه، أيها الناس دينکم دينکم تمسّکوا به لا يزيلکم أحد عنه، لأنّ السيّئة فيه خير من الحسنة في غيره؛ لأنّ السيّئة فيه تُغفر والحسنة في غيره لا تُقبل.[2].

3/499- أحمد بن أبي‏عبداللَّه البرقي، عن محمّد بن علي، وأبي‏الخزرج، عن سفيان بن إبراهيم الحريري، عن أبيه، عن أبي‏الصادق، قال: سمعت علياً عليه‏السلام يقول:

أثافيّ الإسلام ثلاث لا تنفع واحدة منهن دون صاحبتها: الصلاة، والزکاة، والولاية.[3].

4/500- عليّ بن الحسين المرتضي، نقلاً عن (تفسير النعماني) باسناده، عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام في حديثٍ قال:

وأمّا ما فرضه اللَّه عزّ وجلّ من الفرائض في کتابه: فدعائم الإسلام وهي خمس دعائم، وعلي هذه الفرائض بُني الإسلام، فجعل سبحانه لکلّ فريضة من هذه الفرائض أربعة حدود لا يسع أحداً جهلها: أوّلها الصلاة، ثمّ الزکاة، ثمّ الصيام، ثمّ الحج، ثمّ الولاية، وهي خاتمتها، والحافظة لجميع الفرائض والسنن، الحديث.[4].

5/501- محمد بن يعقوب،عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عبدالعظيم ابن‏عبداللَّه الحسني، عن أبي‏جعفر الثاني عليه‏السلام، عن أبيه، عن جدّه عليهماالسلام قال: قال

[صفحه 222]

أميرالمؤمنين عليه‏السلام:

قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: إنّ اللَّه خلق الإسلام فجعل له عرصة، وجعل له نوراً، وجعل له حصناً، وجعل له ناصراً، فأمّا عرصته فالقرآن، وأمّا نوره فالحکمة، وأمّا حصنه فالمعروف، وأمّا أنصاره فأنا وأهل بيتي وشيعتنا، فأحبّوا أهل بيتي وشيعتهم وأنصارهم، فإنّه لما اُسري بي إلي السماء الدنيا فنسبني جبرئيل عليه‏السلام لأهل السماء، استودع اللَّه حبّي وحبّ أهل بيتي وشيعتهم في قلوب الملائکة، فهو عندهم وديعة إلي يوم القيامة، ثمّ هبط بي إلي أهل الأرض فنسبني إلي أهل الأرض فاستودع اللَّه عزّ وجلّ حبّي وحبّ أهل بيتي وشيعتهم في قلوب مؤمني اُمّتي، فمؤمنوا اُمّتي يحفظون وديعتي في أهل بيتي إلي يوم القيامة، ألا فلو أنّ الرجل من اُمّتي عبداللَّه عزّوجلّ عمره أيّام الدنيا ثمّ لقي اللَّه عزّ وجلّ مبغضاً لأهل بيتي وشيعتي ما فرّج اللَّه (ما قدح اللَّه) صدره إلّا عن النفاق.[5].

6/502- وعنه، عليّ بن إبراهيم، ومحمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، وعدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، جميعاً عن الحسن بن محبوب، عن يعقوب السرّاج، عن جابر، عن أبي‏جعفر عليه‏السلام، وبأسانيد مختلفة، عن الأصبغ بن نباتة، وروي غيره، أنّ ابن‏الکوّاء سأل أميرالمؤمنين عليه‏السلام عن صفة الإسلام والايمان والکفر والنفاق؟ فقال عليه‏السلام:

أمّا بعد فإنّ اللَّه تبارک وتعالي شرّع الإسلام وسهّل شرايعه لمن ورده، وأعزّ أرکانه لمن حاربه، وجعله عزّاً لمن تولّاه، وسلماً لمن دخله، وهديً لمن ائتمّ به، وزينة لمن تجلّله، وعذراً لمن انتحله، وعروة لمن اعتصم به، وحبلاً لمن استمسک به، وبرهاناً لمن تکلّم به، ونوراً لمن استضاء به، وعوناً لمن استغاث به، وشاهداً

[صفحه 223]

لمن خاصم به، وفَلَجاً لمن حاجّ به، وعلماً لمن وعاه، وحديثاً لمن روي، وحکماً لمن قضا، وحلماً لمن جرّب، ولباساً لمن تدبّر، وفهماً لمن تفطّن، ويقيناً لمن عقل، وبصيرة لمن عزم، وآية لمن تَوسّم، وعبرة لمن اتّعظ، ونجاة لمن صدّق، وتوءدة لمن أصلح، وزلفي لمن اقترب، وثقة لمن توکل، ورجاء لمن فوّض، وسبقة لمن أحسن، وخيراً لمن سارع، وجنّة لمن صبر، ولباساً لمن اتّقي، وظهيراً لمن رشد، وکهفاً لمن آمن، وأمنةً لمن أسلم، ورجاء لمن صدق، وغنًي لمن قنع.

فذلک الحق، سبيله الهدي ومأثرته المجد، وصفته الحسني، فهو أبلج المنهاج، مشرق المنار، ذاکي المصباح، رفيع الغاية، يسير المضمار، جامع الحلبة، سريع السبقة، أليم النقمة، کامل العدة، کريم الفرسان.

فالايمان منهاجه، والصالحات مناره، والفقه مصابيحه، والدنيا مضماره، والموت غايته، والقيامة حلبته، والجنّة سبقته، والنار نقمته، والتقوي عدّته، والمحسنون فرسانه.

فبالايمان يستدلّ علي الصالحات، وبالصالحات يعمر الفقه، وبالفقه يرهب الموت، وبالموت تختم الدنيا، وبالدنيا تجوز القيامة، وبالقيامة تزلف الجنة، والجنّة حسرة أهل النار، والنار موعظة المتّقين، والتقوي سنخ الايمان.[6].

7/503- قال کميل بن زياد: سألت أميرالمؤمنين عليه‏السلام عن قواعد الإسلام ما هي؟ فقال:

قواعد الإسلام سبعة: فأوّلها العقل وعليه بُنيَ الصبر، والثاني صون العرض وصدق اللّهجة، والثالثة تلاوة القرآن علي جهته، والرابعة الحبّ في اللَّه والبغض في اللَّه، والخامسة حق آل محمّد صلي الله عليه و آله ومعرفة ولايتهم، والسادسة حق الاخوان

[صفحه 224]

والمحامات عليهم، والسابعة مجاورة الناس بالحسني.

قلت: يا أميرالمؤمنين العبد يصيب الذنب فيستغفر اللَّه منه فما حدّ الاستغفار؟ قال: يا ابن‏زياد التوبة، قلت: بَس؟ قال: لا، قلت: فکيف؟ قال: إنّ العبد إذا أصاب ذنباً يقول: أستغفر اللَّه بالتحريک، قلت: وما التحريک؟ قال: الشفتان واللسان، يريد أن يتبع ذلک بالحقيقة، قلت: وما الحقيقة؟ قال: تصديق في القلب وإضمار أن لا يعود إلي الذنب الذي استغفر منه.

قال کميل: فإذا فعلت ذلک فأنا من المستغفرين؟ قال: لا، قال کميل: فکيف ذاک؟ قال: لأنّک لم تبلغ إلي الأصل بعد.

قال کميل: فأصل الاستغفار ما هو؟ قال: الرجوع إلي التوبة من الذنب الذي استغفرت منه، وهي أوّل درجة العابدين، وترک الذنب والاستغفار إسمٌ واقع لمعانٍ ست: أوّلها الندم علي ما مضي، والثاني العزم علي ترک العود أبداً، والثالث أن تؤدي حقوق المخلوقين التي بينک وبينهم، والرابع أن تؤدي حقّ اللَّه في کلّ فرض، والخامس أن تذيب اللحم الذي نبت علي السحت والحرام، حتّي يرجع الجلد إلي عظمه، ثمّ تنشأ فيما بينهما لحماً جديداً، والسادس أن تذيق البدن ألم الطاعات کما أذقته لذّات المعاصي.[7].

8/504- سليم بن قيس الهلالي، برواية أبان بن أبي‏عيّاش، عنه، عن علي بن أبي‏طالب عليه‏السلام بأنّه قال:

إنّ جبرئيل أتي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله في صورة آدميّ، فقال له: ما الإسلام؟ فقال: شهادة أن لا إله إلّا اللَّه، وأنّ محمّداً رسول اللَّه، وإقام الصلاة، وإيتاء الزکاة، وحجّ البيت، وصيام شهر رمضان، والغسل من الجنابة، الخبر.[8].

[صفحه 227]


صفحه 221، 222، 223، 224، 227.








  1. الکافي 45:2؛ تفسير القمي 100:1؛ معاني الأخبار: 185؛ روضة الواعظين، في فصل التوحيد: 43؛ تفسير البرهان 274:1؛ وسائل الشيعة 141:11؛ البحار 311:68.
  2. البحار 311:68؛ الکافي 45:2.
  3. محاسن البرقي 445:1 باب الشرائع؛ البحار 386:68؛ الکافي 18:2.
  4. رسالة المحکم والمتشابه: 62؛ وسائل الشيعة 18:1.
  5. الکافي 46:2؛ وسائل الشيعة 142:11؛ البحار 341:68.
  6. الکافي 49:2؛ البحار 349:68؛ دستور معالم الحِکَم ومأثور مکارم الشِيَم: 114 في الطبعة المذکورة في الفهارس السائل هو عبّادُ بن قيس مع اختلاف کثير بينه وبين المتن.
  7. تحف العقول، باب قواعد الاسلام: 133؛ وسائل الشيعة 361:11.
  8. کتاب سليم: 57؛ مستدرک الوسائل 70:1 ح 5.