اثبات دلالته علي المطلوب
(لا يقال) هرون کان خليفة موسي عليهما السلام علي قومه في حياته مدة غيابه کما حکاه الله تعالي بقوله اخلفني في قومي و علي عليه السلام خلفه علي اهله و علي المدينة في حياته مدة غيابه و لذلک قال له انت مني بمنزلة هرون من موسي اي کما ان موسي خلف هرون علي قومه في حياته مدة غيابه فانا خلفتک علي اهلي في حياتي مدة غيابي و اين هذا من الامامة و الخلافة العامة. (لأنا نقول) ينافي التخصيص بذلک الاستثناء الدال علي عموم المنزلة کما مر فهو دال علي ان لعلي من النبي جميع ما کان لهرون من موسي عدا النبوة. قال المفيد في الارشاد: تضمن هذا القول من رسول الله «ص» نصه عليه بالامامة و ابانته من الکافة بالخلافة و دل به علي فضل لم يشرکه فيه احد سواه و أوجب له به جميع منازل هرون من موسي الا ما خصه العرف و استثناه هو من النبوة الا تري انه جعل له کافة منازل هرون من موسي الا المستثني منها لفظا (و هو النبوة) و عقلا و هو الاخوة و قد علم من تأمل معاني القرآن و تصفح الروايات و الاخبار ان هرون کان اخا موسي لابيه و امه و شريکه في امره و وزيره علي نبوته و تبليغه رسالات ربه و ان الله سبحانه شد به ازره و انه کان خليفته علي قومه و کان له من الامامة عليهم و فرض الطاعة کامامته و فرض طاعته و انه کان احب قومه اليه و افضلهم لديه قال الله عز و جل حاکيا عن موسي (رب اشرح لي صدري و يسر لي امري و احلل عقدة من لساني يفقهوا قولي و اجعل لي وزيرا من اهلي هرون اخي اشدد به ازري و اشرکه في امري کي نسبحک کثيرا و نذکرک کثيرا) فاجاب الله تعالي مسألته و اعطاه سؤله في ذلک و امنيته حيث يقول (قد اوتيت سؤلک يا موسي) و قال تعالي حاکيا عن موسي عليه السلام (و قال موسي لاخيه هرون اخلفني في قومي و اصلح و لا تتبع سبيل المفسدين) فلما جعل رسول الله «ص» عليا منه بمنزلة هرون من موسي اوجب له بذلک جميع ما عددناه الا ما خصه العرف من الاخوة و استثناه من النبوة لفظا و هذه فضيلة لم يشرک فيها احد أمير المؤمنين و لا ساواه في معناها و لا قاربه فيها علي حال.
من القواعد المسلمة ان الاستثناء دليل العموم فيما عدي المستثني فقوله الا انه لا نبي بعدي يدل علي عموم المنزلة و هرون کان وزيرا لموسي و شريکا له في النبوة و لو عاش بعدموسي لکان خليفة له لکنه مات في حياته فعلي له منزلة هرون عدي المشارکة في النبوة و حيث انه بقي بعد النبي «ص» فيکون خليفة له و تنتفي عنه صفة النبوة خاصة.